جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 7 مايو 2017

(27) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)

اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/53)

*صفته الظاهرة: أوصافه صلى الله عليه وسلم أوصافٌ تدلُّ على كمال الرُّجولة وكمال العقل، ولهذا منظرُه صلى الله عليه وسلم وإشراق وجهه واتصافه بصفات الكمال الخَلْقِي والخُلُقي يُبَرْهِن ويدل على صحة نبوته.
*قامته صلى الله عليه وسلم: وسط ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، روى البخاري (3547) ومسلم(2347)عن أنس بن مالك رضي الله عنه يصفه صلى الله عليه وسلم قال: «كَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالقَصِيرِ».
*لونُ بشرته صلى الله عليه وسلم: روى البخاري (3547)عن أنس بن مالك رضي الله عنه يصفه صلى الله عليه وسلم قال:«أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ، أَمْهَقَ وَلاَ آدَمَ». قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (15/100): الْأَمْهَقُ بِالْمِيمِ هُوَ شَدِيدُ الْبَيَاضِ كَلَوْنِ الْجِصِّ، وَهُوَ كَرِيهُ الْمَنْظَرِ، وَرُبَّمَا تَوَهَّمَهُ النَّاظِرُ أَبْرَصَ، وَالْآدَمُ الْأَسْمَرُ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ بِأَسْمَرَ وَلَا بِأَبْيَضَ كَرِيهِ الْبَيَاضِ، بَلْ أبْيَضُ بَيَاضًا نَيِّرًا.
*رأسه صلى الله عليه وسلم وصفة شعرِه: روى الإمام أحمد (684) عن علي رضي الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ»،وأما صفة شعره فقد روى البخاري (3547) عن أنس بن مالك رضي الله عنه يصفه صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ، وَلاَ سَبْطٍ. قال في «النهاية» (2/334): السَّبْطُ مِنَ الشَّعَر: الْمُنْبَسِطُ المُسْترَسِل، والقَطط: الشَّدِيدُ الجُعُودَة. أَيْ: كَانَ شَعَرُه وَسَطًا بَيْنَهُمَا. اهـ.
*شيبه صلى الله عليه وسلم:شاب صلى الله عليه وسلم قليلًا، روى البخاري (3547) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ». ، وكان صلى الله عليه وسلم يخضب شعره، روى البخاري (5897) عن عثمان بن عبد الله بن مَوهب قال: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها «فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا»، وفي رواية للبخاري - عقب هذه الطريق – عن ابن مَوهب أن أم سلمة، أَرَتْهُ «شَعَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحْمَرَ».
وفي «مسند الإمام أحمد» (7109) عن أبي رمثة، قَالَ: وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ فَإِذَا بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ وَبِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ. والحديث في «الصحيح المسند» (1226) لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله.
*طول شعره: له شعرٌ إلى منكِبَيْه، وفي وقتٍ إلى شحمة أُذُنَيْهِ، وفي وقتٍ إلى نصفِ أُذُنَيه،وهذا جاء عن البراء رضي الله عنهما قَالَ: «شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ..». وعنه رضي الله عنهما قَالَ: «لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ..»، واللفظان في «الصحيحين».
وروى مسلم (2338) من طريق قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: «كَيْفَ كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ شَعَرًا رَجِلًا لَيْسَ بِالْجَعْدِ وَلَا السَّبْطِ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ».
وبلوغ شعره إلى  منكبَيْه هذا أقصى طولٍ لشعره صلى الله عليه وسلم.

*سدله صلى الله عليه وسلم شعره ثم فرْقه بعد ذلك من وسط رأسِه وتسريحه له: روى البخاري (3558)، ومسلم (2336) عن ابن عباس رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ، وَكَانَ المُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَكَانَ أَهْلُ الكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ».

والسدل: إرسال شعر الناصية على الجبهة، وفي هذا الحديث: أن آخر أمر الرسول فرقُ الشعر من الوسط، وقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز الأمرين وأن الفرْق مستحب.
وكان يرجِّلُه ويسرح لحيته .قال البخاري رحمه الله: (باب الامتشاط) ثم أخرج حديثًا برقم (5924) عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى..وأخرجه مسلم (2156). المدرى أي: المشط .

وأحيانًا كانت تسرِّحُ شعرَه أهلُه. روى البخاري (295)، ومسلم (297) عن عائشة رضي الله عنها قالت:«كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ».
وكان يبدأ بالشِّقِّ الأيمنِ في تسريح شعره. روى البخاري (5854)، ومسلم (268) عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَتَنَعُّلِهِ».

ويليه إن شاء الله ( بُعد ما بين منكبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).