جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

(8)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم


هل عبد الله بن أُريقط  من الصحابة؟

عبدالله بن أُريقط  كان دليل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر ومولى الصديق عامر بن فُهيرة في هجرتهم إلى المدينة .
روى البخاري (3905) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،الحديث في سياق حديث الهجرة ،وفيه: « وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيَا خِرِّيتًا، وَالخِرِّيتُ المَاهِرُ بِالهِدَايَةِ، قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ  غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَالدَّلِيلُ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ ».
 وهذا الحديث يفيد بقاءَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر في الغار ثلاثة أيام  حتى جاءهما عبدالله بن أُريقط وليس فيه ما يدل على إسلامه.
قال ابن القيم رحمه الله في«زادالمعاد»(3/49): فَمَكَثَا فِي الْغَارِ ثَلَاثَ لِيَالٍ حَتَّى خَمَدَتْ عَنْهُمَا نَارُ الطَّلَبِ، فَجَاءَهُمَا عبد الله بن أريقط بِالرَّاحِلَتَيْنِ فَارْتَحَلَا وَأَرْدَفَ أبو بكر عامر بن فهيرة وَسَارَ الدَّلِيلُ أَمَامَهُمَا، وَعَيْنُ اللَّهِ تَكْلَؤُهُمَا، وَتَأْيِيدُهُ يَصْحَبُهُمَا، وَإِسْعَادُهُ يُرَحِّلُهُمَا وَيُنْزِلُهُمَا.اهـ

وقد جزم  النووي رحمه الله أنه لم يسلم فقال في«تهذيب الأسماء واللغات»(1/25):ودليلُهم عبد الله بن الأريقط الليثى، وهو كافر، ولا يُعلم له إسلام.اهـ
وذكرهُ الحافظ ابن حجر رحمه الله في» الإصابة» وقال : ولم أر منْ ذكره في الصحابة إلا الذهبيَّ في التجريد، وقد جزم عبد الغني المقدسي في السيرة له بأنه لم يعرِف له إسلاما، وتبعه النّووي في «تهذيب الأسماء اهـ

  وقد كان عند عبدالله بن أُريقط  خبرة بالطريق  ولديه صفة الأمانة  والوفاء فلهذا ائتمنه  النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبوبكرٍ ووثِقَا به واستأجراه ،ووعد أن يأتي بالرَّاحِلتين بعد ثلاث إلى غار ثور، فجاء بهما ،وكان الدليل  إلى طريق المدينة .


والمسلم أحق بهذه الصفات الحميدة، وبمكارم الأخلاق لأنه هو الذي ينتسب إلى الإسلام والذي يطلب الجنة .


حدثنا والدي رحمه الله : الذين يتأخرون عن الإسلام بسبب هذا يقولون :أنتم 

تكذبون، وأنتم تخونون، وأنتم تعدُون وتخلفون.

ولكن يقال الإسلام بريء من هذا، وإذا وُجِد في المسلمين فهم مسيئون إلى 

أنفسهم.


وقال رحمه الله :سوء الأخلاق من بعض المسلمين تسبب تنفير الكفار من دخول الإسلام، يرى الكذب والخداع والسرقة والخيانة والتبرج وسوء الأدب فيقول: هذا هو الإسلام .

والإسلام بريء من هذه الأفعال ،فيقال له :انظر إلى الإسلام ولا تنظر إلى أحوال المسلمين.