جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 24 مارس 2017

(7) من أحاديث السيرة الضعيفة والموضوعة


        هل من كُتَّاب الرسول صلى الله عليه وسلم السِّجِل ؟



عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «السِّجِلُّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

رواه أبوداود (2935) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.

هذا إسناد ضعيف . يزيد بن كعب  هو العوذي بفتح المهملة وسكون الواو 

البصري مجهول .«تقريب التهذيب».

أما نوح بن قيس :فهو صدوق رمي بالتشيع .

وقد ذهب بعضُ المفسرين إلى هذا  المعنى .
وقال بعضهم :السجل ملَك .
وقال بعضهم السجل: الصحيفة  .
قال ابن جرير الطبري في«تفسير القرآن»(18/544): وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: السجل في هذا الموضع الصحيفة، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، ولا يُعرف لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب كان اسمه السجلّ، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه.اهـ

وقال ابن القيم في«إعلام الموقعين »(4/118):فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ السِّجِلَّ بِأَنَّهُ كَاتِبُ النَّبِيِّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يُسَمَّى السِّجِلَّ، وَذَلِكَ وَهْمٌ وَإِنَّمَا السِّجِلُّ الصَّحِيفَةُ الْمَكْتُوبَةُ، وَاللَّامُ مِثْلُهَا فِي قَوْله تَعَالَى :﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: 103] ، وَفِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ .

أَيْ:يَطْوِي السَّمَاءَ كَمَا يَطْوِي السِّجِلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْكِتَابِ، وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا .اهـ


وقال ابن كثير في«البداية والنهاية»(5/347):وَقَدْ عَرَضْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى شَيْخِنَا الْحَافِظِ الْكَبِيرِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ فَأَنْكَرَهُ جِدًّا، وَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ شَيْخَنَا الْعَلَّامَةَ أَبَا الْعَبَّاسِ ابْنَ تَيْمِيَةَ كَانَ يَقُولُ: هُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَإِنْ كَانَ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ». فَقَالَ شَيْخُنَا الْمِزِّيُّ: وَأَنَا أَقُولُهُ.

وذكر الحافظ ابن كثير أنه جاء عن ابن عمر ثم قال: وَهَذَا أَيْضًا مُنْكَرٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ كَمَا هُوَ مُنْكَرٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .اهـ



استفدنا مما تقدم أنه لم يصح أن السِّجِلَّ من كتَّاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ولا أنه اسم ملَك ،وإنما السجل الصحيفة المعروفة  وهذا قول ابن جرير وابن القيم رحمهما الله تعالى.