جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 28 مارس 2017

(34)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله



عَنْ قُتَيْلَةَ، امْرَأَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ، وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ،«فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَيَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ ». رواه النسائي (3773).

[هذا حديث صحيح /الصحيح المسند (1638) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ] .

----------------
من فوائد هذا الحديث:
-تحريم الحلف بغير الله .
-أن الحلف بغير الله شرك.
والحلف بغير الله قسمان:
إنِ اعتقد  تعظيم المخلوق المحلوف به  كتعظيمه لله أو أشد فهذا شرك أكبر، لأنه ساوى غير الله بالله ،قال تعالى عن أهل النار (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(98) [الصافات] .
 قال الشوكاني  رحمه الله تعالى  في «نيل الأوطار» شرح حديث علي بن أبي طالب من كتاب الجنائز (ألا أدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ) ..إذَا تَوَجَّهَتْ عَلَيْهِ يَمِينٌ مِنْ جِهَةِ خَصْمِهِ حَلَفَ بِاَللَّهِ فَاجِرًا، فَإِذَا قِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: احْلِفْ بِشَيْخِك وَمُعْتَقَدِكَ الْوَلِيِّ الْفُلَانِيِّ تَلَعْثَمَ وَتَلَكَّأَ وَأَبَى وَاعْتَرَفَ بِالْحَقِّ. وَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ شِرْكَهُمْ قَدْ بَلَغَ فَوْقَ شِرْكِ مَنْ قَالَ: إنَّهُ تَعَالَى ثَانِيَ اثْنَيْنِ أَوْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ .اهـ
وإن لم يعتقد تعظيمه  له كتعظيمِه لله أو أشد فهذا  شركٌ أصغر.والشرك الأصغر صاحِبُهُ تحت المشيئة .
فائدة:كان من أسئلة والدي الشيخ مقبل رحمه الله في الدرس ما الدليل على أن الحلف بغيرِ الله شركٌ؟
جواب الطالب: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ».
وهذا استدلالٌ في غير موضعه لأن الحديث يدلُّ على التحريم ،ولا تلازم بين التحريم والشرك ،وكل شرك محرَّم ،وليس كلُّ محرَّمٍ شركًا.
فما كان  يقبلُ الاستدلال بالحديث السابق ،ويذكُر لنا رحمه الله هذا الحديث عن قُتيلة رضي الله عنها .
-قبول الحق ممن جاء به ،لأن  النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبِل قول اليهود ،وقبِل قولَ الشيطان في الحثِّ على قراءة آية الكرسي عند النوم.
وردُّ الحق لأنه مع المخالف من طريقة أهل الجاهلية .قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله في«مسائل الجاهلية»:المسألة الثامنة والعشرون: رفضهم ما عند غيرهم من الحق .
 فلاَ يَقْبَلُونَ مِنَ الحَقِّ إِلاَّ الَّذِي مَعَ طَائِفَتِهِمْ، كَقَوْلِهِ: ﴿قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ [البقرة: 91] .

-إثباتُ صفة المشيئة لله عزوجل.
-اجتناب قول ماشاءَ الله وشئتَ .لأن الواو تقتضي التشريك في مشيئة الله بخلاف ثُمَّ.
قال ابنُ القيم رحمه الله في  «مدارج السالكين» (1/352) :وَأَمَّا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ فَكَيَسِيرِ الرِّيَاءِ، وَالتَّصَنُّعِ لِلْخَلْقِ، وَالْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ،وَهَذَا مِنَ اللَّهِ وَمِنْكَ، وَإِنَّا بِاللَّهِ وَبِكَ، وَمَا لِي إِلَّا اللَّهُ وَأَنْتَ، وَأَنَا مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكَ ،وَلَوْلَا أَنْتَ لَمْ يَكُنْ كَذَا وَكَذَا .
 قالَ : وَقَدْ يَكُونُ هَذَا شِرْكًا أَكْبَرَ، بِحَسَبِ قَائِلِهِ وَمَقْصِدِهِ  .اهـ
-أن المفتي إذا سدَّ على الناس بابًا ووجدَ لهم بديلًا يُرشدهم إليه،فإذا لم يوجَد لا يلزم.

هناكَ امرأة قدَّمتْ لوالدي رحمه اللهُ سُؤالًا يتعلق بأمور الزينة وقالتْ :إذا كانَ ممنوعًا فما هو البديلُ ؟.
فاستنكرَ هذا وقال: البديلُ قولُ الله تعالى  وذكر بعضَ الأدلة.