جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 13 مارس 2017

(14) العلم وفضلُه

               

                   تفضيل العلم على نوافل العبادة

قال النووي رحمه الله في«مقدمة المجموع»(1/21):وَالْحَاصِلُ أَنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الِاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ الاشتغال بِنَوَافِلِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَالتَّسْبِيحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ نَوَافِلِ عِبَادَاتِ الْبَدَنِ. وَمِنْ دَلَائِلِهِ  :

أَنَّ نَفْعَ الْعِلْمِ يَعُمُّ صَاحِبَهُ وَالْمُسْلِمِينَ وَالنَّوَافِلُ الْمَذْكُورَةُ مُخْتَصَّةٌ بِهِ .

وَلِأَنَّ الْعِلْمَ مُصَحِّحٌ فَغَيْرُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ وَلَا يَنْعَكِسُ.

 وَلِأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَلَا يُوصَفُ الْمُتَعَبِّدُونَ بِذَلِكَ.

 وَلِأَنَّ الْعَابِدَ تَابِعٌ لِلْعَالِمِ مُقْتَدٍ بِهِ وَاجِبٌ عَلَيْهِ طَاعَتُهُ وَلَا يَنْعَكِسُ. 

وَلِأَنَّ الْعِلْمَ تَبْقَى فَائِدَتُهُ وَأَثَرُهُ بَعْدَ صَاحِبِهِ وَالنَّوَافِلُ تَنْقَطِعُ بِمَوْتِ صَاحِبِهَا.

وَلِأَنَّ الْعِلْمَ صِفَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى.اهـ المراد.

وليس معناه التساهل في نوافل العبادة كالصلاة والذكر ،فنوافل العبادة لها عِظَمُها  وفضلُها ،وهي كالسِّياجِ تحمي صاحبَها من الشر والفتن ،وتدفع عنه بإذن الله البلاءَ والمِحَن .

وقد كتبتُ عن والدي رحمه الله:

أين أفضل النوافل أو طلب العلم؟

جـواب والدي: العلم نور يقذفه الله في قلب العبد، ولا تعارض بين النوافل وطلب العلم.