جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 24 فبراير 2017

(42) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة


هل الأذكار التي بصيغة التذكير تقولها المرأة بصيغة التأنيث ؟

سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في«مجموع الفتاوى»( 22/482)عَنْ امْرَأَةٍ سَمِعَتْ فِي الْحَدِيثِ « اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك نَاصِيَتِي بِيَدِك » إلَى آخِرِهِ ،فَدَاوَمَتْ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ فَقِيلَ لَهَا: قُولِي: اللَّهُمَّ إنِّي أَمَتُك بِنْتُ أَمَتِك إلَى آخِرِهِ. فَأَبَتْ إلَّا الْمُدَاوَمَةَ عَلَى اللَّفْظِ فَهَلْ هِيَ مُصِيبَةٌ أَمْ لَا؟

فَأَجَابَ:بَلْ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَمَتُك بِنْتُ عَبْدِك ابْنِ أَمَتِك فَهُوَ أَوْلَى وَأَحْسَنُ. وَإِنْ كَانَ قَوْلُهَا: عَبْدُك ابْنُ عَبْدِك لَهُ مَخْرَجٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ كَلَفْظِ الزَّوْجِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ

وسُئِل والدي رحمه الله عن هذه المسألة فأجاب: الأذكار منها ما هو متعبَّدٌ بلفظه مثل : الله أكبر ،ومثل: سبحان الله في التسبيح في الركوع والسجود ، ومثل : التحياتُ لله .
 فما كان متعبَّدًا به فيُحْكَى على  ما هو عليه ولا يُغَيَّر ، وما لم يكن متعبَّدًا به فيجوزُ للمرأة أن تصرفَ لفظًا إلى التأنيث ، ومنه في صلاة الجنازة، وهو لفظ : « وَأبْدِلْهُ زَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ » فيجوز أيضًا أن يقال : وَأبْدِلْهَا زَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِها .
 أما إذا استُطيع المحافظة على اللفظ النبوي مع أداء المقصود في كثير من الأدعية : مثل :«رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي »،وما أشبه ذلك فيقوله الرجال والنساء بصيغة واحدة : « اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ » .
 فينبغي أن يُحافَظَ على اللفظ النبوي ، وقد جاء في الصحيحين من حديث البراءِ بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ  فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قَالَ: لا، «وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ». [قالتْ أم عبدالله نقلتُ حديثَ البراء بلفظه من صحيح البخاري (6311) ،وصحيح مسلم (2710)].

 فكثير من الأدعية النبوية جامعة :«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» تجده جمع خيرَ الدنيا والآخرة . والله المستعان .

[المرجع شريط:الشفا عن أجوبة نساء المُكلَّا].