جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 19 يناير 2017

(101)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ


                                                 بعضُ آداب عيادة المريض



عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ: «ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الوَجَعُ، وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا. فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ» فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ» .رواه البخاري(114)،ومسلم (1637) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري»(تحت رقم 5669):يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْأَدَبَ فِي الْعِيَادَةِ أَنْ لَا يُطِيلَ الْعَائِدُ عِنْدَ الْمَرِيضِ حَتَّى يُضْجِرَهُ وَأَنْ لَا يَتَكَلَّمُ عِنْدَهُ بِمَا يُزْعِجُهُ .

قال :وَجُمْلَةُ آدَابِ الْعِيَادَةِ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ، وَمِنْهَا مَا لَا يَخْتَصُّ بِالْعِيَادَةِ .

أَنْ لَا يُقَابِلَ الْبَابَ عِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ .

وَأَنْ يَدُقَّ الْبَابِ بِرِفْقٍ .

وَأَنْ لَا يُبْهِمَ نَفْسَهُ كَأَنْ يَقُولَ أَنَا .

وَأَنْ لَا يَحْضُرَ فِي وَقْتٍ يَكُونُ غَيْرَ لَائِقٍ بِالْعِيَادَةِ كَوَقْتِ شُرْبِ الْمَرِيضِ الدَّوَاءَ .

وَأَنْ يُخَفِّفَ الْجُلُوسَ .

وَأَنْ يَغُضَّ الْبَصَرَ.

 وَيُقَلِّلَ السُّؤَالَ .
 وَأَنْ يُظْهِرَ الرِّقَّةَ.

 وَأَنْ يُخْلِصَ الدُّعَاءَ .

وَأَنْ يُوَسِّعَ لِلْمَرِيضِ فِي الْأَمَلِ .

وَيُشِيرَ عَلَيْهِ بِالصَّبْرِ لِمَا فِيهِ مِنْ جَزِيلِ الْأَجْرِ وَيُحَذِّرُهُ مِنَ الْجَزَعِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْوِزْرِ .اهـ

وهذه الآداب الدقيقة من فقه عيادةِ المريض ،فينبغي التفقه في ذلك لكثرة ما يحصل من الأخطاء في عيادة المريض .

ولا يفوتني التنبيه هنا :أن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلكَ المقالة إنما هو من باب الشفقة والرحمة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

استفدت من والدي رحمه الله: هذا الحديث اتخذه بعض الناس قدحًا في عمر رضي الله عنه، ولكن عمر أراد الإشفاق على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو مخطئ في ذلك فكان الأولى ألَّا يقول شيئًا.

ثم لو كان الأمر إلزاميًّا ما بالى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  بقول عمر.