جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

(1) من أحاديث السيرة الضعيفة والموضوعة


حديث في فضلِ عروة بن مسعودٍ الثقفي:«هَذَا مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ».

رواه ابن أبي حاتم في «تفسير سورة يس»من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْعَثَنِي إِلَى قَوْمِي أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «انْطَلِقْ» فَانْطَلَقَ فَمَرَّ عَلَى اللاتِ وَالْعُزَّى لَا عُزَّى، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا. يَا مَعْشَرَ الْأَحْلافِ، إِنَّ الْعُزَّى لَا عُزَّى، وَإِنَّ اللاتَ لَا لاتَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَأَصَابَ أَكْحَلُهُ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:«هَذَا مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ».



وهذا إسنادٌ مرسل. عبدُالملك بن عُمير لم يدركِ  النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،إذ لم يُولد إلا في أواخر خلافةِ عثمان بن عفان رضي الله عنه.قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»:ذكره ابن حبان في «الثقات»،وقال:ولِد عبدالملك بن عمير لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان ،ومات سنة ست وثلاثين ومائة، وله يومئذ مائة وثلاث سنين، وكان مدلِّسًا ،وكذا ذكر مولده ووفاتَه ابنُ سعد اهـ.

وعروة بن مسعود استُشهِد بعد  غزوة تبوك  في السنة التاسعة، قال الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»:«وفيها-أي في التاسعة-: قُتِل عروة بن مسعود الثقفي، وكان سيدًا شريفًا من عقلاء العرب ودهاتهم، دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه»فعبدالملك بن عُميرلم يلقَه أبدًا.

وذكر طرق الحديث  الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (6280)،وضعفه.


________________




ومن البُشرى لطالبِ العلم وطالبة العلم أنَّ هذا الحديث يمر بالقارئ في كتب التفسير  في سورة «يس» ،وفي« كتبِ السِّيَرِ »،وذلك يدلُّ على أن العلمَ يخدمُ بعضُه بعضًا ،وأنه يترابطُ بعضُه ببعض ،وأن العلم ميَسَّر ،نسأل الله من واسع فضلِه.


ويُذَكِّرُني هذا بزمن دراسَةِ والدي رحمه الله في المدينة عام 1393 تقريبًا  ،فقد دخلَ في «كلية الدعوة وأصول الدين»نِظَامِيًّا ، ودخلَ  في«كلية الشريعة» انتسابًا لأنه وجد المادة بعضها مترابط .


 قال والدي رحمه الله:«وعند أن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة ، لأمرين : أحدهما : التزود من العلم.
الثاني : أن الدروس متقاربة وبعضها متحدة ، فهي تعتبر مراجعة لما درسناه في كلية الدعوة . وانتهيت بحمد الله من الكليتين ، وأعطيت شهادتين ، وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات ، المعتبرعندي هو العلم» ما بين القوسين منقول من «رسالة والدي إلى محمد بن علي الأَكوع».