جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 24 نوفمبر 2016

(26) دُرَرٌ مِنْ نَصَائِحِ السَّلَف


      
                  التحذير من دعوة الإخوان المسلمين


قال والدي الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في «دعوتنا وعقيدتنا»: «نرى دعوةَ الإخوان المسلمين غيرَ قادرةٍ وغيرَ صالحةٍ لإصلاح المجتمع.

 إذ قد أصبحت دعوةً سياسيةً لا رُوحِيَّة .

 وأيضًا دعوة مبتدَعة لأنها دعوة إلى مبايعة مجهول.

 ودعوة فتنة؛ لأنها قائمة على جهل ،وسائرة على جهل.

 وننصحَ بعض الإخوة العاملين فيها من الأفاضل بالتَّخَلِّي عنها حتى لا يضيع وقتُهم فيمَا لا ينفع الإسلام والمسلمين، وعلى المسلم أن يكون همُّه أنَّ اللهَ ينصرُ الإسلام والمسلمين»اهـ.



قلتُ:والدعوةُ القائمةُ على جهلِ دعوة إلى الضَّلال، وإلى كلِّ شرٍّ وفتنة،الدعوة الصحيحة لا بدَّ فيها أن تقومَ على العلم .قال تعالى:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}.

وقال الإمام البخاري في كتاب العلم من «صحيحه» بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ ،واستدلَّ بقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] فَبَدَأَ بِالعِلْمِ .



وقال ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة»(1/87): فَضِيلَة الشَّيْءِ تعرَف بضده:

 فالضد يظْهر حسنه الضِّدّ ..وبضدها تتبين الأشياءُ

 وَلَا ريب أن الْجَهْلَ أصلُ كل فَسَاد وكل ضَرَر يلْحق العَبْد فِي دُنْيَاهُ وأُخراه فَهُوَ نتيجة الجهل .

وقال رحمه الله في «مفتاح دار السعادة» (1/116): أما شجرة الجهل فتثمر كل ثمرة قبيحة، من الكفر والفساد والشرك والظلم والبغي والعدوان والجَزَعِ والهلع والكنود  والعجلة والطيش والحِدَّة والفُحش والبذاء والشح والبخل إلى أن قال:

ومن ثمرتها: الدعوة إلى سبيل الشيطان، وإلى سلوك طريق الغي واتباع الهوى وإيثار الشهوات على الطاعات، وقيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ووأد البنات، وعقوق الأمهات، وقطيعة الأرحام، وإساءة الجوار، وركوب مراكب الخزي والعار.

وبالجملة: فالخير بمجموعه ثمرٌ يجتنَى من شجرة العلم.

والشر بمجموعِه شوكٌ يجتنى من شجرة الجهل.

فلو ظهرت صورةُ العلم للأبصار، لزاد حسنُها على صورة الشمس والقمر، ولو ظهرت صورةُ الجهل للأبصار، لكان منظرها أقبح منظر. اهـ المراد ،وما أحسن ما قيل في ذم الجهل:

ما يبلُغُ الأعداءمن جاهلٍ ..ما يبلُغُ من نفسه .