جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 6 أغسطس 2016

(48)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ



                  الفِرْقَةُ النَّاجيَةُ وصفاتها

إن مما يتحتَّم على كلِّ مسلم ومسلمة البحث عن صفات الفِرقة الناجية لينتظم
فيها عقيدة ومنهجًا وسلُوكًا وتمسُّكًا واتباعًا .
روى ابن ماجة في «سننه» (3992) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْجَمَاعَةُ .



في هذا الحديث بيان الفِرْقَةِ الناجية  وأنها الجماعة ،والتحذير من فرق الضلال.



ومن الأدلة  في بيان أوصافَ الفِرقة الناجية :


قال سبحانه: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ .

هذه أربعة أوصاف: الإيمان ،والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر. ولا يكون العمل  صالحًا إلا بموافقته للشرع، فهذا فيه شرط أن يكون متمسكًا بدينه.



وقال سبحانه {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللهُ غَفُورٌ رَحِيْم} [آل عمران: 31].



و في «صحيح البخاري» (7280) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».



وهذا فيه المتابعة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  والتمسك بما جاء به وترك البدع .

قال شيخ الإسلام في «العقيدة الواسطية».. الْمُتَمَسِّكُونَ بِالْإِسْلَامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنْ الشَّوْبِ هُمْ «أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ» .

فهذه الفرقة الناجية  وأوصافها من اتصف بها فهو من الفِرْقة الناجية فلنسلكها ولنتصف بأوصافها  لنكون من الناجين الفائزين ،وليس من الهالكين الخاسرين.



وللوالد الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله كلام على الفرقة الناجية في كتبه ودروسه وله كلامٌ مختصر في كتابه «رياض الجنة في الرد على أعداء السنة» .



والدعاوَى كثيرة كلٌّ يدَّعي أنه من الفِرْقة الناجية، الصوفي، التبليغي، الإخواني ،الخارجي،الشيعي ،الأشعري ،المعتزلي ،الحزبي وغيرهم ولكن هذه دعاوَى لا تنفع ،لا بد أن يكون متصفًا بصفات الفرقة الناجية حتى يكون من أهلها قال تعالى { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }.