نعمة العافية
العافية
:دفاع الله عن العبد.
العافية
من نعم الله العظيمة .أخرج البخاري (6049) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ
فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ .
وأخرج
الطبراني في «المعجم الأوسط»(1828)من طريق عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي
بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ
لَهُ الدُّنْيَا» .وعطية هو ابن سعد ترجمته في «تهذيب الكمال»بروايته
عن عبدالله بن عمر .وهو شيعي ومدلس وضعيف .وله ما يقويه يراجع « سلسلة الأحاديث الصحيحة»للعلامة الألباني
رحمه الله (2318).
و لهذا
كان من أدعية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصباح و المساء سؤال العافية.أخرج أبو
داود في (5074)عن ابن عمر لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعْ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ
يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي
وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي» ، وَقَالَ
عُثْمَانُ: «عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ
يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي،
وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي».
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي
الْخَسْفَ».
وكان يأمر بسؤال
العافية عند زيارة القبور .أخرج الإمام
مسلم (975) عن بريدة رضي الله عنه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، السَّلَامُ
عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا، إِنْ
شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ ".
وكان يستعيذ بالله من
انتقال العافية .أخرج مسلم (2739)عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ
مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ
نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
وأخرج
ابن ماجة في «سننه» (3849)عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه: سَلُوا
اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا
مِنَ الْمُعَافَاةِ .
والأثر
في الصحيح المسند لوالدي رحمه الله مسند أبي بكر .
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ
الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ
لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ » .أخرجه البخاري (6416).
استغلال
الصحة قبل أن يأتي المرض، فاليوم صحة وغدًا مرض، اليوم حياة وغدًا موت ،
اليوم أُولى وغدًا أخرى. اليوم شباب وغدًا كِبَروهرم. اليوم فراغٌ وغدًا شُغل.
وما
أحسن ما قيل:
ثمانية
لا بُدَّ منها على الفتى******** ولابدَّ أن تجري عليه الثمانية
سرورٌ
وهَمٌّ واجتماعٌ وفُرْقَةٌ ******* ويسرٌ وعسرٌ ثم سُقْمٌ وعافية
فهكذا
الحياة أحوالها تتقلَّب ،مما يجعل العبرة لمن اعتبر .والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى.
والعافية أعمُّ مما
يُتصوَّر لأنها تشمل عافية الدين والدنيا ،وأجلها وأعظمها العافية في الدين.
ومن العافية :نعمة
الأمن والأمان ،وسلامة القلب من الأمراض ،وقد كان والدي رحمه الله يقول : لأن تموت
أجسامنا أهون من أن تموت قلوبُنا .