جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 26 مارس 2016

(17)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

  
          تعريف النبي والرسول عند بعض أهل العلم 

عرضتُ على والدي رحمه الله القول المشهورفي تعريف النبي والرسول
 النبيُّ : من أُوحِيَ إليه  ولم يُؤمَر بالتبليغ .
الرسول :من أُوحِيَ إليه واُمِرَ بالتبليغ .
 فأنكرهُ وقال: كيف لا يُؤمَرُ النبيُّ بالتبليغ ، وآحادُالنَّاسِ مأمورونَ بالتبليغ.

----
قلت : عزا هذا القاري في مرقاة المفاتيح إلى الجمهور:  أن النبيَّ إنسانٌ  بعثه الله ولم يُؤمَر بالتبليغ .

وهذا قولٌ انتقده عددٌ من كبار العلماء وقد رُدَّ عليه بحديث عبدِالله بن عمرو عند مسلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ..." الحديث.
فهذا الحديث يدلُّ أن النبي يجب عليه التبليغ .
وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسير { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة الْحَجِّ.
قال: هَذِهِ تُبَيِّنُ أَنَّ مَا اشْتُهِرَ عَلَى أَلْسِنَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ: هُوَ مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَحْيٌ، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِهِ.
وَأَنَّ الرَّسُولَ :هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ غَيْرُ صَحِيحٍ، لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ الْآيَةَ، يَدُلُّ عَلَى أَنْ كُلًّا مِنْهُمَا مُرْسَلٌ، وَأَنَّهُمَا مَعَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا تَغَايُرٌ ...) .اهـ .
أيضا من الأدلة على أن النبي مأمور بالتبليغ ما في الصحيحين في قصة السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب يقول النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ورأيت النبي وليس معه أحد)
سماه نبيا وجعل له أتباعاً، وهذا يعني أنه كَانَ يبلغ.
وقال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 368)  عن هذا القولِ لطالما أنكرناه في مجالسنا ودروسنا، لأن ذلك يستلزم جوازَ كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء، بلْه الأنبياء قال تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.
 واختارالعلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 369) في تعريف النبي والرسول
أن النبي: من بُعث لتقرير شرع سابق.

 والرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها، سواء كانت جديدة أو متقدِّمة. والله أعلم. اهـ.