جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 3 يناير 2016

(4)سِلْسِلَةُ التَّوحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

صفةُ الصبرِ لله عزَّوَجلَّ

أخرج البخاري في كتاب التوحيد  (7378) ومسلم(2804)  رحمهما الله عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ:( مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ) .

في هذا الحديث إثبات صفة الصبر لله عز وجل .

نُثبتها مع إثبات المعنى لأن المعنى معلوم من غير تمثيل.

التفويض في معنى صفات الله عزوجل لا يجوز ،المعنى معلوم   .


 ولا يجوزُ نسبةُ  التفويضِ في المعنى إلى أهلِ السُّنَّة .

التفويض في كيفية صفات الله سبحانه هذا لا بدَّ منه لأن الكيف مجهول { ولا يحيطون به علما} .


وهنا تأتي مسألة صفات الله عز وجل هل هي من قبيل المحكم أو المتشابه؟

من قبيل المُحكم باعتبار أن معناها معلوم فالمعنى معلوم، السمع معلوم و هو الذي يَسمعُ الأصوات ، و البصير

الذي يُبصِرُ ، وتعالى الله عن تشبيهه {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[النحل:60].

 وصفات الله من قبيل المتشابه من حيث الكيفية، (الكيف مجهول) كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ

والدليل قوله عز وجل: { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110].

وهذا تفصيل مهم في هذه المسألة .

و من قال :  إن صفات الله تعالى من قسم المتشابه-أي مُطلقاً بدون تفصيل

  - فهو مخطئ .

 ذكرالشيخ الوالد مقبل ـ رحمه الله تعالى ـ أنه جاء  هذا عن السيوطي .

 قلت : كلام السيوطي  في كتابه الإتقان في علوم القرآن (3/ 14) يقول:مِنَ الْمُتَشَابِهِ آيَاتُ الصِّفَاتِ ....

والسيوطي رحمه الله أشعريُّ العقيدةِ  .

تنبيهٌ  :  الصبر من صفاتِ الله ومن صفات المخلوقين، و لكن شتَّان بينهما  فلا مماثَلَةَ

قال ابن القيم رحمه الله في عِدَةِ الصابرين 276:

وصبره تعالى يفارق صبرَ المخلوق ولا يماثله من وجوه متعددة .

منها : أنه عن قُدرة تامَّة .


ومنها : أنه لا يلحقه بصبره ألمٌ ولا حزن ولا نقص بوجهٍ ما . اهـ المراد