جديد الرسائل

السبت، 26 ديسمبر 2015

الصَّبْرُ على تَحْصِيْلِ العِلْمِ

تابع/مروياتي عن والدي العلامة الربِّاني ..


 يا أبنائي :لو كان العلمُ  يُسْقَى في كأسٍ لأسقيتُكُموه ولكن لا يُتَحَصَّلُ عليه إلا 

بحكِّ الرُّكَبِ على الحَصير .

وقد قال يحيى ابنُ أبي كثير لولدِه عبدِالله  : «لَا يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجِسْمِ»   .

والأثر أخرجهُ مسلمٌ في كتابِ الصلاةِ  وقد أَشكَلَ  ذِكْرُهُ في هذا الموضِعِ ولكنَّ الإمامَ 

مسلِماً ذَكرَ  طُرُقاً كثيرة  ثُمَّ ذكرَ أثرَيحيى ليبيِّن أنَّه لا بُدَّ  من الصَّبرِ على العِلم  .

   قلت  : الأثرُ في  صحيحِ  مسلم (612) في أحاديثِ المواقيت .
   
وقد ذكرالنووي رحمه الله في شرحِ صحيحِ مسلم نحوَ ما ذكرهُ والدي رحمه الله وقال : 

جَرَتْ عَادَةُ الْفُضَلَاءِ بِالسُّؤَالِ عَنْإِدْخَالِ مُسْلِمٍ هَذِهِ الْحِكَايَةَ عَنْ يَحْيَى مَعَ أَنَّهُ لَا يَذْكُرُ فِي 

كِتَابِهِ إِلَّا أَحَادِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْضَةً مَعَ أَنَّ هَذِهِالْحِكَايَةَ لَا تَتَعَلَّقُ بِأَحَادِيثِ 

مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ   فَكَيْفَ أَدْخَلَهَا بَيْنَهَا .


وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ  أَنَّهُ قَالَ  :


سَبَبُهُ أَنَّ مُسْلِمًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَعْجَبَهُ حُسْنُ سِيَاقِ هَذِهِ الطُّرُقِ الَّتِي ذكرها 

لحديث عبد الله بن عمر وَكَثْرَةِ فَوَائِدِهَا وَتَلْخِيص مَقَاصِدِهَا وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ 


الْفَوَائِدِ فِي الْأَحْكَامِ وَغَيْرِهَا وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا شَارَكَهُ فِيهَا  .

 فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَرَادَ أَنْ يُنَبِّهَ مَنْ رَغِبَ فِي تَحْصِيلِ الرُّتْبَةِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا مَعْرِفَةَ مِثْلَ هَذَا 

فَقَالَ طَرِيقهُ أَنْ يُكْثِرَ اشْتِغَالَهُ وَإِتْعَابَهُ جِسْمَهُ فِي الِاعْتِنَاءِ بِتَحْصِيلِ الْعِلْمِ هَذَا شَرْحُ مَا 

حَكَاهُ الْقَاضِي  . اهـ