جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

ما قولكم في أناس، يحفظون القرآن والإنجيل كي يجادلوا النصارى و يبينوا أخطاءهم؟.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال نرجو منك الجواب
ما قولكم في أناس، يحفظون القرآن والإنجيل كي يجادلوا النصارى و يبينوا أخطاءهم؟
ج: قال الإمام البخاري (6819): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُالله بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ أَحْدَثَا جَمِيعًا فَقَالَ لَهُمْ: <مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ؟>، قَالُوا: إِنَّ أَحْبَارَنَا أَحْدَثُوا تَحْمِيمَ الوَجْهِ وَالتَّجْبِيهَ  ، قَالَ عَبْدُالله بْنُ سَلَامٍ: ادْعُهُمْ يَا رَسُولَ الله بِالتَّوْرَاةِ، فَأُتِيَ بِهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ وَجَعَلَ يَقْرَأُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَإِذَا آيَةُ الرَّجْمِ تَحْتَ يَدِهِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ الله فَرُجِمَا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرُجِمَا عِنْدَ البَلَاطِ، فَرَأَيْتُ اليَهُودِيَّ أَجْنَأَ عَلَيْهَا.
أخرجه مسلم (3/1326) بنحوه.
وهذا الحديث ظاهره الرجوع إلى كتب المتقدمين للحاجة، ولكن بيَّن شيخ الإسلام في «اقتضاء الصراط» (ص186) عدم جواز الرجوع إليها ونقل الاتفاق على ذلك ونصُّ كلامه:
أما مجرد الرجوع إلى قولهم أو إلى ما في كتبهم، فلا يجوز بالاتفاق والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإن كان قد استخبرهم فأخبروه ووقف على ما في التوراة، فإنما ذلك لأنه لا يروج عليه باطلهم بل الله سبحانه يعرفه ما يكذبون مما يصدقون كما أخبرهم بكذبهم غير مرة، وأما نحن فلا نأمن من يحدثونا بالكذب فيكون فاسقٌ بل كافر قد جاءنا بنبإٍ فاتبعناه، وقد ثبت في «الصحيح» عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: <إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم>. اهـ
وإذا كان هذا في الرجوع إلى كتبهم فكيف بحفظها .
وقد بيَّن ربنا لعباده أن كتبهم محرَّفه ليبتعدوا عنها فقال سبحانه {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وقال سبحانه : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .

والله المستعان .