جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 10 أغسطس 2017

(22)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله




عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِيَ، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ، وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ، وَالغَرَائِرِ، وَالحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدْ اجْتُبَّ أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ المَنْظَرَ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَهُوَ فِي هَذَا البَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ؟»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ قَطُّ، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ، فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنُوا لَهُمْ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، «فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ»، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ، مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي؟ فَعَرَفَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى، وَخَرَجْنَا مَعَهُ .
رواه البخاري(3091)،ومسلم(1979) .

مرَّ معنا هذا الحديث في درس والدي رحمه الله فعلَّق عليه:
هذا من سياسة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،رجع  ولم يولِّه ظهرَه  لأنه لا يَأْمَنُ مِن الأذى  ،فحمزة سكران مغلوبٌ على عقلِه.


قلت:رحم اللهُ والدي  كان يقرأ هذا الحديثَ بتمَهُّل وتأمُّل في معانيه ،وكان لذلكَ أثرٌ عظيمٌ في قلوبنا حتى كأننا نشاهدُ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأعيُنِنَا .

هذا،وشُرْبُ حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه للخمر كان قبل تحريمه .قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (34/ 187)..فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِالنُّقُولِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الْخَمْرَ لَمَّا حُرِّمَتْ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ وَكَانَ تَحْرِيمُهَا بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ فِي السَّنَّةِ الثَّالِثَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ .


وقال رحمه الله في هذا المرجع نفسه(14/ 117):فَإِنَّ الْخَمْرَ حُرِّمَتْ سَنَةَ ثَلَاثٍ بَعْدَ أُحُدٍ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ .اهـ.


امرأة لك وامرأة عليك ..

كان والدي رحمه الله يتحدَّث في الدرس عن الطلاق ،ومما ذكر:جعلَ الله عزوجَّل الطلاق بيدِ الرجل لحكمة ،أما المرأة فإنها إذا غضِبَت لو كان الطلاق بيدها ممكِن  تطلِّق  في اليوم عشرين مرة ،ثم بعد ذلكَ  تندم وتبكي .



ثم قال:بعضُ النساء لا تبالي بالطلاق ممكن كلَّ حين وهي مع زوج .

وقد قال بعضهم  : النساء ثلاث واحدة لك ،وواحدة عليك ،وواحدة لا لك ولا عليك .

أما التي لك :فهي التي لم يعرفها الرجال قبلك ، إن رأت خيرًا حمدت ، وإن رأت شرا سترت .

وأما التي عليك :فامراة لها ولد من غيرك ، فهي تأخذُ مالك وتعطي ولدها ، ولا تشكرك مهما عملت معها .

وأما التي لا لك ولا عليك : فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك ، فإن رأت خيرًا قالت هذا ما نحب ،وإن رأت شرًّا حنَّت إلى زوجها الأول .اهـ


وكانت امرأةٌ بجواري  -ونحن في الدرس في قسم النساء-من الصنف الثالث- تزوجت مرارًا- فقالت:كأنَّ الشيخ يعنيني  وسترت وجهها بيدَيها من الحياء.