جديد الرسائل

الأحد، 13 يوليو 2025

(128)سلسلة المسائل النسائية

 

لطفك ربنا

 

المرأة كم يذهب من أوقاتها؟

 فمرحلة الطفولة إلى أول الشباب، تذهب في اللعب والضياع، إلا من رحم الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

 بعد ذلك مرحلة الشباب تكون المرأة في مشاغل، مشاغل الأولاد، مشاغل البيت، مشاغل الزوج والمسؤولية، فيذهب جزء كبير من العمر.

 لكن ينبغي للمرأة أن تحتسب ما تقوم به من مسؤولية أولادها ورعايتهم، إذا قامت بالخدمة والمسؤولية ينبغي أن تحتسب؛ لأنها إذا احتسبت الأجر تكون الحسنات جارية لها، غير متوقفة أثناء الخدمة والقيام بالمسؤولية، وإذا لم نحتسب فيكون هذا من الذي يذهب من العمر، ولكن العادات تنقلب عبادات في حقِّ الموفَّق.

بعد هذا إلى نحو الخمسين والمرأة في مشاغل ومسؤولية، ولن تُوفَّقَ في هذه المرحلة؛ -لأنها مرحلة شواغللن توفق من النساء إلا من وفقها الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وجعلت لها شيئًا من الوقت لحفظ القرآن، ومراجعة القرآن، وشيئًا من الوقت لعبادة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ولطلب العلم.

 فإذًا إلى عمر الخمسين قد يذهب عمر المرأة من غير فائدة إلا من رحِمَ، وبعدها الله أعلم بما بعد ذلك؛ لأن الجسم يضعف، والشيخوخة بعد الخمسين تُقْبِل، ومرحلة الشيخوخة متعبة؛ لأنها مرحلة ضعف ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)﴾ [الروم: 54]

وسبحان الله! مع هذه المشاغل والمتاعب فإن المرأة تجد رحمة بأولادها، بل وكلما كبرت في السن تزداد رحمة بالأولاد، كلَّما كبرت المرأة وكبر الرجل ازدادا رحمة بأبنائهم، حكمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

الله يصلح حالنا وحالكم.

[مقتطف من كلمة/ التراحم بين الآباء والأبناء لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]