من معاني(لو)
تأتي لو حرف امتناع لامتناع.
يعني: يمتنع الثاني وهو الجواب؛ لامتناع الأول، فكلاهما ممتنع.
قال ابن هشام في «مغني اللبيب»(339): وَهَذَا هُوَ القَوْل الْجَارِي على أَلْسِنَة المعربين. ثم انتقده ولم يرتضِه مع شهرته.
وتوضيحه في هذه الآية: أنه امتنع الاقتتال؛ لعدم مشيئة الله له.
ومنه قوله تَعَالَى في المنافقين: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُم﴾ [التوبة:47]، امتنع الزيادة؛ لعدم الخروج.
ومثاله أيضًا: «لو جاء زيد أكرمته»، امتنع الإكرام؛ لعدم مجيء زيد.
و«لو» الامتناعية إذا جاء بعدها نفي فلا يقترن الجواب باللام في الغالب، كما في هذه الآية: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ﴾.
وَمن اقترانه بهَا قَوْله:
وَلَو نُعطى الْخِيَار لما افترقنا ... وَلَكِن لَا خِيَار مَعَ اللَّيَالِي
وعلى الغالب يكون: «ما افترقنا» بحذف اللام.
وأما إذا كان بعدها مثبتًا فيقترن الجواب باللام في الأكثر، قال تَعَالَى: ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا﴾ [الواقعة: 64]، ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)﴾[الواقعة].
قال ابن هشام في «مغني اللبيب»(358): جَوَاب لَو إِمَّا مضارع منفي بلم، نَحْو «لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ»، أَو مَاض مُثبت أَو منفي بِمَا.