جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 27 مايو 2024

(53)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

 

                                           تحيُّن الفرص في السؤال

 

عن ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عَنِ المَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَكَثْتُ سَنَةً، فَلَمْ أَجِدْ لَهُ مَوْضِعًا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُ حَاجًّا، فَلَمَّا كُنَّا بِظَهْرَانَ ذَهَبَ عُمَرُ لِحَاجَتِهِ، فَقَالَ: أَدْرِكْنِي بِالوَضُوءِ فَأَدْرَكْتُهُ بِالإِدَاوَةِ، فَجَعَلْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ المَاءَ، وَرَأَيْتُ مَوْضِعًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا؟

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا أَتْمَمْتُ كَلَامِي حَتَّى قَالَ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ. رواه البخاري (4915).

 

 قال الحافظ في «الفتح» (9/291): فيه ترقب خلوات العالم؛ ليسأل عما لعله لو سئل عنه بحضرة الناس أنكره على السائل. اهـ.

 

وفيه تربية للطالب على الحلم والصبر، وألا يكون مزاجيًّا ما أراده فعله، فابن عباس رضي الله عنه مع همته العالية يصبر سنة كاملة ولم يسأل عمر؛ لأنه لم يجِدْ لَهُ مَوْضِعًا، حَتَّى خَرَجَ مَعَ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه حَاجًّا، فسأله عن المرأتَين اللتَين تظاهرتا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

 

[مقتطف من شرح التبيان في آداب حملة القرآن لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]