بغضه الشديد للتقليد
قال والدي رَحِمَهُ الله في «إجابة السائل» (329) بعد كلامٍ له في ترك التقليد:
وأنا بحمد الله منذ بدأت الدراسة أبغض التقليد، حتى كان زملائي يتوقعون أن أكتب رسائلي التي أكتبها بالجامعة في التقليد، لكن لم أكتب في التقليد، رأيت الحافظ ابن القيم وهكذا الشوكاني قد أشبعا الموضوع، وغير واحد من علمائنا قد أشبعوا الموضع جزاهم الله خيرًا.
أما أنا فقد جُبلت على بغض التقليد في الدين، أما في الدنيا فلا بأس؛ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: <أنتم أعلم بأمور دنياكم>.
العامي يَسأل، ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)﴾[النحل]، يسألهم عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النسوة يأتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقلن له: يا رسول الله، علمنا مما علمك الله.
رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:44].
ثم بعد ذلك الله عزوجل يأمر نبيه محمدًا أن يحكم بما أراه الله، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ليس مفوضًا في الدين، فما ظنك بصوفي منحرف؟!
من أين جاءتنا الصوفية؟
من أين جاءنا التمسح بأتربة الموتى؟ مِن التقليد.
من أين جاء لنا التبرج والسفور؟ من أهل التقليد.
من أين جاءنا أكثر بلاء يصد عن الكتاب والسنة؟ جاء مِن التقليد.
أكثر البلاء مصدره من التقليد؛ لأن الناس ابتعدوا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.