مِنْ ثمرة امتثال الدليل
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ، أَوِ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ».
قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: «قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً».
قَالَتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم(919).
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً».
أَيْ: عَوِّضْنِي مِنْهُ عِوَضًا حَسَنًا.
«فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مِنْهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ» أَيْ: أَعْطَانِي اللَّهُ بَدَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.
وقولها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بَدَلٌ مِنْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.
« تحفة الأحوذي»(4/47).
وفيه من الفوائد:
فضل أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وحُسْنُ أدبِهَا، وعملها بالعلم.
وفيه فضل امتثال الدليل حتى ولو كان في شيءٍ مستحب.
فأم سلمة امتثلت ما أمرها به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: فأعقبني الله من هو خير منه، فكان لها فيه الخير العظيم، وعوَّضها الله خيرًا منه رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا من فقهِهَا؛ امتثلت ولم تقل: هذا مستحب.
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وأرضاها.