جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 20 يناير 2024

(130)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ

 

قوله تَعَالَى: ﴿ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73]

 

قال ابن القيم في « أمثال القرآن» (314): ثُمَّ سَوَّى بَيْنَ الْعَابِدِ وَالْمَعْبُودِ فِي الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ بِقَوْلِهِ: ﴿ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73].

 

 قِيلَ: الطَّالِبُ: الْعَابِدُ، وَالْمَطْلُوبُ: الْمَعْبُودُ، فَهُوَ عَاجِزٌ مُتَعَلِّقٌ بِعَاجِزٍ.

 

 وَقِيلَ: هُوَ تَسْوِيَةٌ بَيْنَ السَّالِبِ وَالْمَسْلُوبِ، وَهُوَ تَسْوِيَةٌ بَيْنَ الْإِلَهِ وَالذُّبَابِ فِي الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ.

 وَعَلَى هَذَا: فَالطَّالِبُ الْإِلَهُ الْبَاطِلُ، وَالْمَطْلُوبُ الذُّبَابُ يَطْلُبُ مِنْهُ مَا استَنقَذَهُ  مِنْهُ.

 

 وَقِيلَ: الطَّالِبُ الذُّبَابُ، وَالْمَطْلُوبُ الْإِلَهُ، فَالذُّبَابُ يَطْلُبُ مِنْهُ مَا يَأْخُذُهُ مِمَّا عَلَيْهِ([1]).

 

 قال ابن القيم: وَالصَّحِيحُ أَنَّ اللَّفْظَ يَتَنَاوَلُ الْجَمِيعَ([2])، فَضَعْفُ الْعَابِدِ وَالْمَعْبُودِ وَالْمُسْتَلِبِ وَالْمُسْتَلَبِ؛ فَمَنْ جَعَلَ هَذَا الآلِهَةَ مَعَ الْقَوِيِّ الْعَزِيزِ فَمَا قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَلَا عَرَفَهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، وَلَا عَظَّمَهُ حَقَّ عَظَمَتِهِ.

 



([1])هذه أقوال في بيان الطالب والمطلوب:

القول الأول: الطالب العابد والمطلوب الصنم. (فَهُوَ عَاجِزٌ مُتَعَلِّقٌ بِعَاجِزٍ)  أي: العابد عاجز متعلق بعاجز لا قدرة له، وهو المعبود.

والقول الثاني: الطالب الإله الباطل؛ لأنه يطلب الذباب؛ لاستنقاذ ما أخذه منه، والمطلوب الذباب، يُطْلَب منه ما أخذه.

قال الحافظ ابن كثير عن هذا القول: واختاره ابن جرير، قال: وهو ظاهر السياق.

القول الثالث: (الطَّالِبُ الذُّبَابُ، وَالْمَطْلُوبُ الْإِلَهُ، فَالذُّبَابُ يَطْلُبُ مِنْهُ مَا يَأْخُذُهُ مِمَّا عَلَيْهِ).

 

([2]) يتناول هذه الأقوال الثلاثة فلا تنافي بينها، فالعابد والمعبود والمستلِب والمستلَب منه كلهم ضعفاء.