كرامات أولياء الله الصالحين
قد تحصل بعض المكاشفات لبعض أولياء الله؛ كرامة من الله، وقد ذكر ذلك شيخ الاسلام في «مجموع فتاواه» (27/499) أن الْمُكَاشَفَاتِ تَقَعُ بَعْضَ الْأَحْيَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَأَحْيَانًا مِنْ إخْوَانِ الشَّيَاطِينِ اهـ المراد.
ولكن هذا كما قال الشوكاني في «قطر الولي»(239): الْغَالِب أَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا من خُلَّصِ الْمُؤمنِينَ. اهـ.
ومن فوائد كرامات أولياء الله:
أنها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها تدل على صدقِهِ؛ لأنهم ما حصلهم لهم الكرامة إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ في «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» (5/437): وَكَرَامَاتُ صَالِحِ أُمَّتِهِ مِنْ آيَاتِهِ. اهـ المراد.
وقال والدي العلامة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله في «الصحيح المسند من دلائل النبوة» (268ط. ابن تيمية): فصل: ومن دلائل النبوة كرامات بعض أتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
وهيَ تعتبرُ من دلائل النبوة؛ لأنه ما أُعطِيَ الكرامة إلا باتباع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وأكبرُ كرامة هو توفيق الله العبد للعمل بالكتاب والسنة وأن يختم له بالحُسنى. اهـ.
بخلاف الكهنة والسحرة فإن خوارق العادة تعتبر شعوذة، مثلًا يقول: أنا أطير في الهواء، وربما يراه الناس يطير ولكن الجني يحمله، أو يكون سحر أعين الناس، هذه شعوذة، ولا يعدُّ كرامة، أو يمشي على متن البحر، ما يغتر به إلا الجهال ومن أعمى الله بصيرته، وما أحسن ما قيل:
إذا رأيت شخصًا قد يطير |
♣ |
وفوق ماء البحر قد يسير |
ولم يقف على حدود الشرعِ |
♣ |
فإنه مُستَدرج وبدعي |