جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 19 أكتوبر 2023

(89)مُذَكِّرَةٌ فِي سِيْرَةِ وَالِدِي الشَّيْخِ مُقْبِلِ بنِ هَادِي الوَادِعِي

 

 

                         صفات والدي رَحِمَهُ الله الخَلْقِيَّةُ

 

(قامة الشيخ تميل إلى القِصَر ليس بالقصير البيّن، في الطلاب من هو أطول منه ومن هو أقصر منه، لا تزيد قامته على متر ونصف تقريبًا، وجسمه وسط بين الشحوبة والسمن، وهو حنطي اللون (بياض مشرئب بحمرة قائمة)، وجهه مستطيل بعض الاستطالة، كوسج عديم شعر العارضين، أقنى الأنف[1]، عيناه متوسطتان لامعتان، تدلان على ذهن سيَّال، وذكاء مفرط، وذهن وقّاد، يلقي بنظراته دروسًا، ويضع ألغازًا، ويدرك أبعادًا، تُقرأ على صفحات وجهه.

يعاني من ضعف ملموس في حاسة السمع، أحوجه إلى ترجمان[2]، وفي بصره حدة لا تخفى، وتنتفخ أوداجه، وتظهر على وجهه الذي دبت إليه تجاعيد الشيخوخة نضارةُ أهل الحديث، أثجل[3] البطن، على راحتيه نعومة ملموسة.

وللشيخ شعر سبط مرسل أشمط، وخطه الشيب، وطار غصن شبابه ودب في رأسه المسترسل طلائع المشيب والشيب، ينهض في الشباب كأنه ليل يصيح بجانبيه نهار، ووفرته إلى شحمة أذنيه، وقد تلم بمنكبيه، يفرقها من وسط رأسه.

ويلبس عمامة بيضاء مطورة لها ذؤابة قصيرة، ويستحب من ثيابه البيض، كما يلبس جبة خفيفة، وقد تحاشى مؤخرًا لباس الجنبية ‑اللباس المعهود في شمال اليمن‑ لعارض صحي.

وله مؤخرًا عصا يتوكأ عليها، ويلازمه مسدس ناري على حمالة كتفيه.

كما يتمتع الشيخ بفراسة نافذة قوية تصدق تنبؤاتها، وظنها الجهال كهانة، والشيخ شديد الانفعال، سريع الرضا، وفيه حدة لا تخرجه عن منهج الاعتدال وملازمة الإنصاف). اﻫ.

«الإبهاج»(13) لحميد العتمي.

 



[1] في حاشية «الإبهاج»: امتداد في الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه.

[2] ذكر لنا الوالد رَحِمَهُ الله  أن سبب ثقل سمعه؛ أنه كان شغوفًا بالسباحة؛ فأصيب بالثقل في سمعه؛ لكثرة ما يدخل في أذنيه من المياه!

[3] في حاشية «الإبهاج»: استرخاء في البطن.