جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

(31)من أحكام الصلاة

 

 

تسأل إحدى أخواتي في الله: هل هذا الحكم لازال كما جاء عند والدكم محدث الديار اليمنية رحمه الله

 

أن الأفضل عدم السجود عند قراءة سورة السجدة؟

 

لأنه يحصل هذا الإشكال كلما صليت جماعة بنساء البيت وهن ولله الحمد مقتنعات برأيي؛ الذي هو من رأي شيخنا (مقبل)رحمه الله؛ ولكن للمزيد من العلم بالحكم، وماهو المعمول عندكم؟

وجزاكم الله خيرا.

 

الجواب:

هو ما ذكرتِ بالنسبة لوالدي رَحِمَهُ الله؛ اتباعًا للمنقول الثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأربعة المواضع أنه كان يسجد فيها، وهي ما يلي:

 

عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)﴾[الانشقاقفَسَجَدَ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ: «سَجَدْتُ خَلْفَ أَبِي القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى أَلْقَاهُ» رواه البخاري (766ومسلم (578).

ورواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)﴾[الانشقاقو﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾[العلق]».

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بِهَا فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ القَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِنْ حَصًى-أَوْ تُرَابٍ-فَرَفَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا. رواه البخاري (1070ومسلم (576).

وقال الله تعالى عن نبيه داود عليه الصلاة والسلام: ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)﴾ [ص]، وثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السجود فيها.

 

وقد كان والدي رَحِمَهُ الله يرى الاقتصار على السجود في هذه الأربعة المواضع.

ومع ذلك يقول: لا يُنكَر على من سجد في السجدات الأخرى؛ لعموم الأدلة كحديث: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» رواه مسلم.

أما ما هو المعمول به عندي، فأنا مع والدي رَحِمَهُ الله فيما عوَّل عليه، وأرشد إليه، والله أعلم.