جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 23 أكتوبر 2023

(114) نصائح وفوائد

 

        من الآيات العظام التي وقعت في الليل

 

 قال سُبحَانَه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾ [الإسراء].

سبحان الله أي: تنزه وتقدس.

 والإسراء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إلى المسجد الأقصى ليلًا، يدل على شرف المسجد القدس وفضله.

 هذا الذي يُنتهك ما بين الحين والآخر حرماتُه، ويقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن، وتنتهك الأعراض، ونسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يدمر أعداءه، وأن يكسر شوكتهم.

 وتأخير الانتقام والانتصار لأوليائه هذا لحكمة يعلمها الله، فإن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17)﴾ [النساء:17].

 الحكيم هو: الذي يضع أشياء في مواضعها.

والله قادر أن يرسل عليهم جندًا من جنوده، إما بعوض تهلكهم ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]. بعوض أو ريح، أو فيضانات، أو أمطار تأخذهم عن بَكْرَة أبيهم، فالله قادر أن يُرسل عليهم جندًا تقتلعهم وتستأصلهم، ولكن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يمهل، الله يُمهِلُ ولا يُهْمِلُ، فإذا أخذ عدوه أخذه أخذ عزيز مقتدر، فالله عَزَّ وَجَل لهم بالمرصاد، ولكنه يؤخِّر لحكمة يعلمها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

 والحمد لله على كل حال، ومع ذلك لا يزال المسلمون ينتظرون النصر من عند الله عَزَّ وَجَل، ونزول الفرج من عند الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾ [الشرح].

ونسأل الله أن يكشف عن المسلمين في فِلَسطين الضر، وأن يفرج كربهم وسائر المسلمين المنكوبين في كل مكان.

ولنعلم أن الله أرحم بالخلق من أمهاتهم ومن أنفسهم.

 فينبغي أن نحذر من الانشغال عن العبادة، وعن الاستمرار في شؤوننا، في عباداتنا، في طلبنا للعلم؛ فإن هذا لا ينفع، إذا شُغلنا وصُرِفْنا هذا يضر ولا ينفع، ولكن علينا بالدعاء والاستقامة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد: 7 هذا الذي ينفع ويتحقق به النصر.

وبعض النساء مُفْرِطات في متابعة الأخبار، وفي النظر في الحالات والصور التي تفتت الفؤاد، التي تتابع الصور يتفتت فؤادها، وتضعف نفسيتها، والأمر بيد الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وهو قادر أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر في طرفة عين ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا [فاطر:44].

ومن كلام والدي رَحِمَهُ اللهُ في درسٍ لنا: احمدوا الله أنكم لا تنظرون إلى التلفازات والشاشات، فالذين يتابعون بواسطة هذه الصور يقلقون، ربما أحدهم لا يذوق النوم. أو بهذا المعنى.

فيصيرون في حرب نفسي، مع أنه الآن الجوالات والأجهزة الحديثة قائمة بهذا الدَّوْرِ كالتلفازات أو أشد! فكونوا على حذر.

 وهم إخواننا نسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يفرج عنهم، وأن يكسر شوكة الأعداء في كل مكان، فهم يتربصون بالمسلمين.

[مقتطف من كلمة وظائف الليل وأوراد العبادات فيه لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]