جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 16 يوليو 2023

(95)الحديثُ وعلومُه


          معنى قول الحافظ ابن حجر مقبول في كتابه «التقريب»

اصطلاح الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في كتابه «التقريب» في المقبول-ولا مشاحة في الاصطلاح- هو: ما يرادف مجهول الحال.

 يعني: إن توبع وإلا فليِّن.

وأحيانا يحصل بعض الأوهام فيقول: مقبول، وهو مجهول عين، أو يقول: مقبول، وهو ثقة.

وهناك كتاب «تحرير تقريب التهذيب» لبشار عواد وشعيب الأرناؤوط، ولديهم تعقيبات على كتاب «تقريب التهذيب»، وبعض التعقبات في موضعها، وبعض التعقبات في غير موضعها.

وكان والدي رَحِمَهُ اللهُ في بحثه بين يديه هذه النسخة «تحرير تقريب التهذيب»، وكانت ينتقد عليهما أشياء، وربما ضرب على أحكامهما بالقلم من شدة الغضب.

 مثلًا: يقول الحافظ في راو: ضعيف.

 فيقول المتعقب: بل ضعيف يعتبر به، فيضرب والدي بالقلم على التعقيب، ثم يُعلِّق في الحاشية  ويقول: هذا استدراك لا معنى له.

فإذا قال الحافظ: ضعيف، فمعناه: أنه يصلح في الشواهد والمتابعات، فما هذا التعقب؟!

ومن الأمور التي انتقدها والدي رَحِمَهُ اللهُ أنه لا يستوعب المتعقب، فيذكر مثلًا تعقبه: وثقه فلان وفلان، ولا يذكر من ضعفه.

وكتاب «التقريب» يعتبر مرجعًا للطلاب وخاصة المبتدئين، وهناك تراجم قد يتيسر للطالب إذا فتح الله عليه معرفة الوهم الذي وقع فيه الحافظ ابن حجر؛ وذلك بالرجوع إلى كتب التراجم.

والعلم موهبة من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)﴾ [النور].

ولا بأس بالرجوع إلى تلكَ النسخة، وكما تقدم أنها هي التي كانت بين يدي والدي، ليس « تقريب التهذيب» فحسْب.

 وبعد الاطلاع على كلامهم يُرجع إلى المراجع التي استفادوا منها، وإلا قد يمشي الباحث في بحثه على راوٍ قال عنه الحافظ: مقبول، وإذا به ثقة.

 مثاله: يحيى بن قزعة قال الحافظ: مقبول.

 ويحيى بن قزعة من مشايخ البخاري، وقد وثقه الدارقطني كما في «سؤالات الحاكم للدارقطني»، فيحيى بن قزعة ليس بمقبول؛ لأنه وثقه بعض أئمة الجرح والتعديل.