الكرامية
أتباع محمد بن كرَّام السجستاني.
قال ابن حبان في «المجروحين»(2/247) في ترجمته: خُذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها.
وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء»(11/523): مُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ السِّجِسْتَانِيُّ المُبْتَدِعُ، شَيْخُ الكَرَّامِيَّةِ، كَانَ زَاهِدًا، عَابِدًا، رَبَّانِيًّا، بَعِيْدَ الصِّيْتِ، كَثِيْرَ الأَصْحَابِ، وَلَكِنَّهُ يَرْوِي الوَاهِيَاتِ، ثم ذكر قول ابن حبان هذا.
قال: كَانَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ هُوَ نُطقُ اللِّسَانِ بِالتَّوْحِيْدِ، مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ قَلْبٍ، وَعَمَلِ جَوَارِحَ. وَقَالَ خَلْقٌ مِنَ الأَتْبَاعِ لَهُ: بِأَنَّ البَارِي جِسْمٌ لَا كَالأَجْسَام، وَأَنَّ النَّبِيَّ تَجُوْزُ مِنْهُ الكَبَائِرُ سِوَى الكَذِبِ.
وَقَدْ سُجِنَ ابْنُ كَرَّامٍ، ثُمَّ نُفِي.
وَكَانَ نَاشِفًا، عَابِدًا، قَلِيْلَ العِلْمِ. وَكَانَتِ الكَرَّامِيَّةُ كَثِيْرِيْنَ بِخُرَاسَانَ، وَلَهُم تَصَانِيْفُ، ثُمَّ قَلُّوا، وَتَلَاشَوْا، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الأَهْوَاءِ. اهـ المراد.
وهم من أشر من وقع في وضع الأحاديث على النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ لأن الناس يغترون بهم.
قال ابن كثير رَحِمَهُ الله في «مختصر علوم الحديث»: وَهؤُلَاءِ طَائِفَةٌ مِنَ الكَرَّامِيَّةِ وَغَيرِهِم، وَهُم مِن أَشَرِّ مَا فَعَلَ هَذَا؛ لِمَا يَحصُلُ بِضَرَرِهِم مِن الغِرَّةِ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّن يَعتَقِدُ صَلَاحَهُم، فَيَظُنُّ صِدقَهُم، وَهُم شَرٌّ مِن كُلِّ كَذَّابٍ فِي هَذَا البَابِ. اهـ.
قال
والدي رَحِمَهُ اللهُ في «السير الحثيث» (163) تعليقًا على هذه العبارة:
إذا جاءنا رجل متزهد، معروف بالتقى
والصلاح وكَذَب، الناس يثقون به وما يدرون أنه
كذب؛ لأنهم يقولون:
إن دينه يمنعه أن يكذب على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ؛ من أجل هذا العلماء يقولون: شر الموضوعات موضوعات الصوفية المتزهدين.