جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 21 يونيو 2023

(96) نصائح وفوائد

 

            مِنْ علامة مَن أراد الله به خيرًا

إن هناك بعضَ العلامات الدالة على أن أصحابها من أهل الخير، منها:

الفقه في الدين

عن مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» متفق عليه.

قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» (1/ 246): هذا يدل على أن من لم يفقه في دينه لم يرد به خيرًا، كما أن من أراد به خيرًا فقَّهه في دينه.

ومن فقهه في دينه فقد أراد به خيرًا، إن أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل، وأما إن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرًا، فإن الفقه حينئذ يكون شرطًا لإرادة الخير، وعلى الأول يكون موجبًا، والله أعلم.

 

وقال السعدي رَحِمَهُ الله  في «بهجة الأبرار» (32): هذا الحديث من أعظم فضائل العلم.

 وفيه: أن العلم النافع علامة على سعادة العبد، وأنَّ الله أراد به خيرًا.

قال: ودلَّ مفهوم الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية، فإن الله لم يرد به خيرًا؛ لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات، وتكتسب بها السعادة.

التبَصُّرُ بعيوب النفس

قال أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة-وهو غير صاحب المغني- في « مختصر منهاج القاصدين»(156): اعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرًا بصره بعيوب نفسه.

 فمن كانت له بصيرة، لم تخف عليه عيوبُه، وإذا عَرف العيوب أمكنه العلاج.

ولكن أكثر الناس جاهلون بعيوبهم، يرى أحدهم القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينه.

اللهم اجعلنا من أهل الخير ومفاتيحه.