جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 5 مارس 2023

(86)الحديثُ وعلومُه

 

الشيخ:  ما معنى الصُّحبة في اللغة؟

الطالب:  هو من صحِب غيره، سواء أطالتِ المدة أو قصُرَت، هذا في اللغة.

الشيخ:  برهانَك، يعني: حتى ولو كان كافرًا ومسلمًا يقال له: صاحب؟

الطالب:  نعم.

الشيخ:  ما دليلك؟

الطالب:  قوله تَعَالَى: ﴿ يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ﴾ [يوسف:39].

الشيخ:  ﴿ يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ﴾ [يوسف:39]، ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ﴾ [الكهف:37].

وأيضًا المشابِه يطلق عليه صاحب «إنكن صواحب يوسف»([1][1]).

الطالب:   لكن الآية الأولى هل فيها دليل﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ﴾؟

الشيخ:  ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ﴾ ما فيها، يعني: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾.

الطالب:  نعم هذه التي فيها دلالة، أما الأولى ما فيها دلالة ([2][2]).

الشيخ:  نعم، خيرًا إن شاء الله أحسنت.

 

[المرجع/ مراجعة تدريب الراوي لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 



 



([1]) رواه البخاري (664)، ومسلم (418) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

قال الحافظ في «الفتح» عقب رقم (664): صواحب جمع صاحبة، والمراد: أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع، فالمراد به واحد، وهي عائشة فقط، كما أن صواحب صيغة جمع والمراد زليخا فقط، ووجه المشابهة بينهما في ذلك: أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة، ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن لا يتشاءم الناس به، وقد صرحت هي فيما بعد ذلك، فقالت: لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلًا قام مقامه أبدًا. اهـ.

وأما تسمية امرأة العزيز بـ زليخا، فهذا مما اشتهر عند أهل السير، ولكن لا دليل يصح في إثباته، فالله أعلم.

([2]) قال الشوكاني رَحِمَهُ الله في « فتح القدير»(3/33): جَعَلَهُمَا مُصَاحِبَيْنِ لِلسِّجْنِ؛ لِطُولِ مُقَامِهِمَا فِيهِ.

 وَقِيلَ: الْمُرَادُ: يَا صَاحِبَيَّ فِي السِّجْنِ؛ لِأَنَّ السِّجْنَ لَيْسَ بِمَصْحُوبٍ بَلْ مَصْحُوبٍ فِيهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ: يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ: أَصْحابُ الْجَنَّةِ، أَصْحابُ النَّارِ.