هل النجوم ملتصقة بالسماء؟
النجوم ليست لاصقة في السماء، وإنما هي مُدلَّاة.
[استفدته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]
قلت: وقوله عَزَّ وَجَل: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ لا يلزم أن تكون لاصقة بالسماء.
قال الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في «مجموع الفتاوى»(1/259): يحتمل أن يكون معنى الآيات أن الله سبحانه جعل هذه الكواكب في مدار بين السماء والأرض، وسماه سماءً؛ لعلوه، وليس فيما علمنا من الأدلة ما يمنع ذلك، وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من كتابه الكريم،
وهما قوله عز وجل في سورة الأنبياء: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾،
وقوله سبحانه في سورة يس:
﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾،
ولو كانا ملصقين بالسماء لم يوصفا بالسَّبح؛ لأن السبح هو الجري في الماء ونحوه.
وقال رَحِمَهُ الله عن قوله تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾،
وقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾،
ولم يرد سبحانه أن البروج في داخلها، وإنما أراد سبحانه أنها بقربها وتنسب إليها كما يقال في لغة العرب:
فلان مقيم في المدينة، أو في مكة وإنما هو في ضواحيها وما حولها، وأما وصفه سبحانه للكواكب بأنها زينة للسماء فلا يلزم منه أن تكون ملصقة بها،
ولا دليل على ذلك، بل يصح أن تسمى زينة لها، وإن كانت منفصلة عنها، وبينها وبينها فضاء، كما يزين الإنسان سقفه بالقماش والثريات الكهربائية ونحو ذلك، من غير ضرورة إلى إلصاق ذلك به،
ومع هذا يقال في اللغة العربية: فلان زيَّن سقف بيته، وإن كان بين الزينة والسقف فضاء. اهـ المراد.