نعمة البيوت الهادئة
قال تَعَالَى:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثًا وَمَتاعًا إِلى حِينٍ (80)﴾ [النحل].
امتنَّ الله عَزَّ وَجَل على عباده بنعمٍ عديدة، ومن أجلِّها نعمة البيوت، وجعلها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سكنًا.
قال الشوكاني رَحِمَهُ الله في «فتح القدير»(3/220):
«السَّكَنُ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَسْكُونٍ، أَيْ: تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَتَهْدَأُ جَوَارِحُكُمْ مِنَ الْحَرَكَةِ، وَهَذِهِ نِعْمَةٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَوْ شَاءَ لَخَلَقَ الْعَبْدَ مُضْطَرِبًا دَائِمًا كَالْأَفْلَاكِ، وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُ سَاكِنًا أَبَدًا كَالْأَرْضِ».
ولن يشعر أحدٌ بنعمة البيوت وراحتها إلَّا بهدوئِهَا، أما بيوت تُملأُ بالضجيج، والأصوات العالية من كلِّ ناحية؛ فإنها تفقِدُ نِعْمَة البيوت؛ ولهذا كان من أوصاف بيوت أهل الجنة الهدوء.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ».
أخرجه البخاري (3820)، ومسلم (2432).
فالبيوت الهادئة نعمة من الله، بخلاف البيوت الغاضبة المليئة بالخصام، ورفع الأصوات، ﴿إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ﴾.
▪فليحرص الزوجان على تحقيق هذه النعمة؛ ليمتلِئَ البيت بالمسرات والبركات بإذن الله عَزَّ وَجَل.
كما ينبغي تربية الأولاد على الهدوء، والدعاء لهم بذلك وبالخير والصلاح.
الله يرزقنا وإياكم البيوت الهادئة.