عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في وفد عبد القيس، وفيه: «وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ». رواه البخاري (53)، ومسلم (17).
هذه كلها من أواني العرب، وقد سألت والدي رحمه الله عن معاني هذه الكلمات الأربع، فأجابني:
الحنتم: الجرار.
وهي التي يكون أسفلها واسع وأعلاها ضيق.
الدُّباء: القَرْع.
النقير: الخشبة المنقورة.
المزَفَّت: الإناء المطلي بالزِّفْت.
والنهي في هذا الحديث: «وَأَنْهَاكُمْ عَنْ: الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالمُزَفَّتِ» منسوخ، وقد كان نهى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عن استخدامها، لأنها سريعة الإسكار، وقد لا يشعر الإنسان أنها أسكرت، فنهى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عن استعمالها، ثم نسخ هذا ورخص النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في استخدامها ما لم يسكر ما فيها.
ثبت عن بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» رواه مسلم (977).