هل يقال: وبعد عند الانتقال إلى أسلوب آخر؟
كنتُ أسمع والدي رَحِمَهُ الله أحيانًا في الدرس، إذا أراد أن ينتقل إلى تنبيه، أو إعلامهم بشيءٍ يقول: وبعدُ. ثم يذكر ما أراده.
قلت: وهذا يفيدنا أن كلمة «وبعد»، ومثلها «أما بعد»، قد يُؤتَى بها؛ للانتقال من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخر.
فائدة: معنى الانتقال من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخر.
قال ابن القاسم في «حاشية الروض المربع»(1/43): أي: يأتي بها المتكلم إذا كان في كلام وأراد الانتقال إلى غيره، ولا يؤتَى بها في أول الكلام، وأسلوب بالضم أي: من الطريق أو فنٍّ، جمعه أساليب.
وأعلم أن الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله ينتقد هذا، في «شرح بلوغ المرام»(1/49)، ويقول: لكن هذا فيه نظر، ولكنها كلمة يؤتى بها للانتقال من المقدمة إلى الموضوع، ما هو من أسلوب إلى آخر لو تغير الأسلوب ما نجيء بـ «أما بعد»، لكن نأتي بها للانتقال من المقدمة إلى الموضوع.
ولكلٍّ اجتهاده، ذكرتُ هذا؛ ليستفاد، وبالله التوفيق.