جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 6 يناير 2023

(81)الحديثُ وعلومُه

 

عُمْق وغزارة علم وفقه الإمام مسلم رَحِمَهُ اللهُ

قال ابن كثير في «الفصول»: لَمَّا ذَكَرَ مُسلِمٌ فِي «صَحِيحِهِ» فِي فَضلِ مُعَاوِيَةَ، أَورَدَ أَولًا هَذَا الحَدِيثَ، ثُمَّ أَتَبَعَهُ بِحَدِيثِ «لَا أَشبَعَ اللهُ بَطنَهُ..» فَيَحصُلُ مِنهُمَا مَزِيَّةٌ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَهَذَا مِن جُملَةِ إِمَامَةِ مُسلِمٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وهنا مسألة فيها الذّبُّ عن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وفيها أيضًا ما يدل على عُمْقِ وغزارة علم وفقه الإمام مسلم رَحِمَهُ اللهُ، فقد أخرج حديث (2602) «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّ عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ، أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا» عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، مع بعض الأحاديث في معناه، ثم أتبعها بحديث أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال في شأن معاوية: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ».

وصنيعه رَحِمَهُ الله يفيد: أن قول النّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ» من هذا الباب.

وهذا من مزايا «صحيح مسلم» حُسْن سياقِه وترتيبه وصناعته، حتى قال بعضهم:

تَشَاجَرَ قَومٌ فِي البُخَارِيِّ وَمُسلِمٍ

___

لَدَيَّ وَقَـــــالُوا: أَيُّ ذَينٍ تَقَــــــدِّمُ

فَقُلتُ لَقَد فَاقَ البُخَارِيُّ صِحَّةً

___

كَمَا فَاقَ فِي حُسنِ الصِّنَاعَةِ مُسلِمُ