من مشكل القرآن
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)﴾ [المؤمنون:101].
قال البغوي في «تفسيره»(3/374): وَلَا يَتَسَاءَلُونَ سُؤَالَ تَوَاصُلٍ، كَمَا كَانُوا يَتَسَاءَلُونَ فِي الدُّنْيَا، مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيِّ قَبِيلَةٍ أَنْتَ؟
وقد تشكل هذه الآية مع قوله تَعَالَى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) ﴾ [الصافات:27-29].
والْجَوَابُ كما في «تفسير البغوي»(3/375): مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ لِلْقِيَامَةِ أَحْوَالًا وَمَوَاطِنَ، فَفِي مَوْطِنٍ يَشْتَدُّ عَلَيْهِمُ الخوف فيشغلهم عِظَمُ الْأَمْرِ عَنِ التَّسَاؤُلِ فَلَا يَتَسَاءَلُونَ، وَفِي مَوْطِنٍ يَفِيقُونَ إِفَاقَةً فيتساءلون. اهـ.
فالمنفي في وقت دون وقت، فيوم القيامة يوم طويل، والمثبت التساؤل في وقت آخر، فلا إشكال.