استغلال العافية والحياة بالطاعة
عن أبي موسى الاشعري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» رواه البخاري (2996).
نستفيد من الحديث: استغلال وقتِ الصحة بالعبادة؛ مسابقةً إلى الخير، ولأنه إذا مرض وشق عليه بعض ما كان يعمله في حال صحته من الأعمال الصالحة؛ فإنه يكتب له ما كان يعمله في حال صحته.
وعبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يقول: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ» رواه البخاري (6416).
(وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ) يعني: قدِّم لنفسك من الأعمال الصالحة في حال صحتك؛ لأن المرض عائق عن المواصلة والاستمرار في الخير، والعافية لا بد أن يعقبها سقم.
(وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ) كذلك الحياة، استغل حياتك بالخير وفي طاعة الله قبل الموت؛ إذ الحياة لا تدوم.
وفي الحديث: أن من كرم الله وفضله على عباده أن من قصَّر في عبادةٍ كان يفعلها بسبب المرض، كُتب له ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا.