جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

(157)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

هل كان قيام الليل واجبًا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

 سألت والدي رَحِمَهُ الله عن هذه الآية  ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) ﴾[الإسراء]. هل تفيد وجوب قيام الليل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  للأمر فيها ﴿ فَتَهَجَّدْ﴾ ؟

فأجابني: الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ﴿ نَافِلَةً لَكَ﴾.

 يعني: أن الله عَزَّ وَجَل سمى قيام الليل نافلة.

ورحم الله والدي وغفر له؛ لم يزد على ذكر الدليل.

قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «إعلام الموقعين»(4/322): كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  إذا سئل أحدهم عن مسألة أفتى بالحجة نفسها، فيقول: قال الله كذا، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  كذا، أو فعل كذا، فَيَشْفِي السَّائِلَ، وَيَبْلُغُ الْقَائِلُ. وهذا كثير جدًّا في فتاويهم لمن تأملها.

 ثم جاء التابعون والأئمة بعدهم فكان أحدهم يذكر الحكم ثم يستدل عليه، وعلمه يأبى أن يتكلم بلا حجة، والسائل يأبى قبول قوله بلا دليل.

 ثم طال الأمد وبعُد العهد بالعلم وتقاصرت الهِمَم إلى أن صار بعضهم يجيب بنعم أو لا، ولا يذكر للجواب دليلًا ولا مأخذًا، ويعترف بقصوره وفضل من يفتي بالدليل.

 ثم نزلنا درجة أخرى إلى أن وصلت الفتوى إلى عيب من يفتي بالدليل وذمه.

 ولعله أن يحدث للناس طبقة أخرى لا يُدرى ما حالهم في الفتاوى، والله المستعان.