شجرة الزيتون
قال سبحانه في سورة النور: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)﴾[النور : 35]، وصفَ الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى شجرة الزيتون أنها مباركة.
وقال: ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20)﴾[المؤمنون].
وقد ذكر الله سبحانه من بركات هذه الشجرة: الانتفاع بزيتِها والإتدام به.
ومنافع زيت الزيتون كثيرة: ومنها: أنه يلين البطن، ويؤخر ظهور الشيب، وظهور الشيخوخة المبكِّرة، وتجاعيد البشرة، ويلين الجسم، وربما يكون عند الشخص ورم في رجله أو في ساقه فيدهن به ولاسيما مع الرقية المرة والمرتين والثلاث فيشفى بإذن الله، أو يشعر بآلام في مفاصله وعظامه فيدهن به ويشفى بإذن الله، أو صداع ووجع في الرأس كذلك، والشفاء بيد الله.
وهذا كلامٌ لابن القيم رَحِمَهُ الله في «زاد المعاد»(4 / 291)عن زيت الزيتون وفوائده، يقول: الزَّيْتُ حَارٌّ رَطْبٌ فِي الْأُولَى، وَغَلِطَ مَنْ قَالَ: يَابِسٌ، وَالزَّيْتُ بِحَسَبِ زَيْتُونِهِ، فَالْمُعْتَصَرُ مِنَ النَّضِيجِ أَعْدَلُهُ وَأَجْوَدُهُ، وَمِنَ الْفَجِّ فِيهِ بُرُودَةٌ وَيُبُوسَةٌ، وَمِنَ الزَّيْتُونِ الْأَحْمَرِ مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الزَّيْتَيْنِ، وَمِنَ الْأَسْوَدِ يُسَخِّنُ وَيُرَطِّبُ بِاعْتِدَالٍ، وَيَنْفَعُ مِنَ السُّمُومِ، وَيُطْلِقُ الْبَطْنَ، وَيُخْرِجُ الدُّودَ، وَالْعَتِيقُ مِنْهُ أَشَدُّ تَسْخِينًا وَتَحْلِيلًا، وَمَا اسْتُخْرِجَ مِنْهُ بِالْمَاءِ، فَهُوَ أَقَلُّ حَرَارَةً، وَأَلْطَفُ وَأَبْلَغُ فِي النَّفْعِ، وَجَمِيعُ أَصْنَافِهِ مُلَيِّنَةٌ لِلْبَشَرَةِ، وَتُبْطِئُ الشَّيْبَ.
وَمَاءُ الزَّيْتُونِ الْمَالِحِ يَمْنَعُ مِنْ تَنَفُّطِ حَرْقِ النَّارِ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَوَرَقُهُ يَنْفَعُ مِنَ الْحُمْرَةِ، وَالنَّمْلَةِ، وَالْقُرُوحِ الْوَسِخَةِ، وَالشِّرَى، وَيَمْنَعُ الْعَرَقَ، وَمَنَافِعُهُ أَضْعَافُ مَا ذَكَرْنَا. اهـ.
لكن من المعلوم أنه قد دخل الغش في هذا الدهان المبارك؛ بسبب المصالح التجارية، كما دخل في غيره، فينبغي شراء الخالص خاصة الذي يسمى العضوي.