من الأذكار عقِبَ الصلوات
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ غَدَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي صَلَاتِي، فَقَالَ: «كَبِّرِي اللَّهَ عَشْرًا، وَسَبِّحِي اللَّهَ عَشْرًا، وَاحْمَدِيهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلِي مَا شِئْتِ»، يَقُولُ: نَعَمْ نَعَمْ. رواه الترمذي(481).
هذا الحديث ذكره والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله في ثلاث مواضع من «الجامع الصحيح»، وترجم عليه في كتاب الصلاة (997): الأذكار عقب الصلوات.
وهذا يفيدنا: أن موضع هذا الذكر عقِبَ الصلوات.
ورحم الله والدي وغفر له، في كتابه «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين» اختيارات له، نستفيد منها ترجيح والدي في المسألة، وأحيانًا لا نجد هذا الترجيح له إلا في هذا الكتاب، وهذا شبيه بـ «صحيح البخاري»؛ فقد نصًّ أهل العلم أنَّ فقهَ البخاري في تراجمه، يعني: نستطيع أن نعرف قول البخاري في المسألة من خلال تراجمه، ﴿وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)﴾ [الإسراء].
وقد جاء نظير حديث أنس عن أبي هريرة ونصه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ. قَالَ: «كَيْفَ ذَاكَ؟» قَالُوا: صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ. قَالَ: «أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ، وَلا يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ بِهِ إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ؟ تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا» رواه البخاري (6329).
علَّق على حديث أبي هريرة الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله كما في تعليقاته على «صحيح البخاري»( 6329): هذا نوع من أنواع في الأذكار عقب الصلاة، وهذا أخصر ما ورد، وإذا جمع بين الصلاتين يكفي ذكرُ الأخرى. اهـ.
وهذا من تنوع الأذكار عقِبَ الصلوات.