أسبابٌ في المُحافظة على الصِّحَة
قال السعدي رَحِمَهُ الله في «بهجة قلوب الأبرار»(133): وأصول الطب: تدبير الغذاء، بأن لا يأكل حتى تصدق الشهوةُ، وينهضم الطعام السابق انهضاما تامًّا.
ويتحرى الأنفع من الأغذية؛ وذلك بحسب حالة الأقطار والأشخاص والأحوال.
ولا يمتلئ من الطعام امتلاء يضره مزاولته، والسعي في تهضيمه، بل الميزان قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾[الأعراف: 31].
ويستعمل الحمية عن جميع المؤذيات في مقدارها، أو في ذاتها، أو في وقتها.
ثم إن أمكن الاستفراغ، وحصل به المقصود، من دون مباشرة الأدوية، فهو الأولى والأنفع.
فإن اضطر إلى الدواء استعمله بمقدار، وينبغي أن لا يتولى ذلك إلا عارف وطبيب حاذق.
واعلم أن طِيب الهواء، ونظافة البدن والثياب، والبعد عن الروائح الخبيثة، خير عون على الصحة.
وكذلك الرياضة المتوسطة؛ فإنها تقوي الأعضاء والأعصاب والأوتار، وتزيل الفضلات، وتهضم الأغذية الثقيلة، وتفاصيل الطب معروفة عند الأطباء، ولكن هذه الأصول التي ذكرناها يحتاج إليها كل أحد.