جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 4 أبريل 2022

(82)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

تعجيل الإفطار

 روى البخاري (1957ومسلم (1098) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ». هذا دليل على إثبات الخيرية في هذه الأمة ما دامت تُعَجِّلُ الفطر، فإذا أخروا الفطر نُزِعت منهم الخيرية، والروافض محرومون منه؛ لأنهم يؤخرون الإفطار حتى تشتبك النجوم، وهكذا في كثير من الأعمال الخيرية بين الروافض وبينها حجاب.

ثم المراد من تعجيل الإفطار التحقق من غروب الشمس، وقد ثبت الوعيد للذين يفطرون قبل غروب الشمس، روى الحاكم في «المستدرك» (2837) عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعِي، فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا، فَقَالَا لِي: اصْعَدْ. فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أُطِيقُ. فَقَالَا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ، فَصَعِدْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ، إِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا هُوَ عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي، فَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةً أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، فَقُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ» الحديث في «الصحيح المسند» (3300).

وهذا عذاب وألمٌ شديد، كالشاة التي يعلقها الجزار، الأرجل فوق والرأس أسفل، وهذا غاية في العذاب، نعوذ بالله.

والسبب انتهاك حُرمة رمضان، فكانوا يفطرون قبل الغروب، وإذا كان كذلك فكيف بمن ينتهك رمضان ولا يصوم أصلًا؟!