حكم تفنُّن المرأة في طبخ الأطعمة خاصة في رمضان
هذا سؤال قُدِّم لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله من المناسب نشره في فتاوى رمضان؛ للحاجة إلى ذلك؛ فإن نفوس الأهل والزوج والأولاد تشتاق لتنوع الأطعمة في رمضان، وفي مضمون هذه الفتوى بيان حكم هذه المسألة، فدونكم السؤال ثم الجواب.
نص السؤال: إذا قامت المرأة المسلمة بمأكولات كثيرة وجميلة لتسعدَ زوجها هل هذا من زخرف الدنيا ومتاعها الذي علينا الاستغناء عنه؟
الشيخ: لا بأس بهذا إن شاء الله، والزهد أفضل، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [البقرة:87].
ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾ [الأعراف:31].
فإذا بقي شيء من الطعام ما يرمى به، بل ينبغي أن يُخرَج للمساكين وللمحاويج، والأمر ميسَّر إن شاء الله، أقصد سهل، لا ينبغي أن نضيِّق على أنفسنا، والزهد هو أفضل، والحالة التي عليها النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هي الأفضل.
وقد جاء عن عمر- وينظر في صحته- «اخشوشنوا» وفي بعضها « تمعددوا، فإن النعم لا تدوم»، نعم ينبغي أن نتألف الخشونة، ونتألف الجوع، ونتألف..، حتى ما نبقى إذا حدث أمر نبقى كأننا فُرُوخ دجاج، نعم فروخ الدجاج إذا برِدت أو جاءها الحر الزائد أو كذا... ماتت، فينبغي لنا أن نتمرَّن على الخشونة، والله المستعان.
أما مسألة التحريم أو لا يجوز فلا ينبغي أن نحرِّم على الناس شيئًا أحله الله لهم، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ [النحل:116].
ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ﴾ [التحريم:1].
[المرجع ش/ أسئلة النساء لوالدي رَحِمَهُ الله ]
ملاحظة: أثر عمر «اخشوشنوا» وفي بعضها « تمعددوا، فإن النعم لا تدوم»، أخرجه علي بن الجعد رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في «الجعديات» (995) بسند صحيح.