جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 5 يناير 2022

(86) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة

 

حث طالبة العلم على الاهتمام بنشر العلم

 

من أعظم ما تقدمه طالبة العلم لنفسها عند الله: نشر العلم.

فلا يُلْتفتْ إلى من يثبِّطُ النساءَ عن التعليم والدعوة إلى الله ونشر العلم.

 

وتأمَّلي هذه الأدلة:

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» رواه أبوداود (3660).

عن سهل بن سعد رضى الله عَنهُ أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَلي رضى الله عَنهُ: لَأن يهدي الله بك رجلا وَاحِدًا خير لَك من حمر النعم. متفق عليه.

قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة»(1/62): هَذَا يدل على فضل الْعلم والتعليم وَشرف منزلَة أهله، بِحَيْثُ إِذا اهْتَدَى رجل وَاحِد بالعالِم كَانَ ذَلِك خيرًا لَهُ من حُمْر النَّعم، وَهِي خِيَارهَا وأشرفها عِنْد أَهلهَا، فَمَا الظَّن بِمن يَهْتَدِي بِهِ كلَّ يَوْم طوائفُ من النَّاس!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث و فيه: وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. رواه مسلم (2699).

ونشر العلم والتعليم من أعظم  التعاون على البر والتقوى.

 

وهذه نصيحة للمرأة في هذا الجانب من والدي الشيخ مقبل يقول رَحِمَهُ الله:

أعداء الإسلام حريصون غاية الحرص على إضلال المرأة بأنواع الدعايات الكاذبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

فعلى هذا: فواجب المرأة عظيم في نصح أخواتها ودعوتهن إلى الله، وتحذيرهن من الفاتنين المفتونين، ومن الفاتنات المفتونات، وعسى أن تسد الفراغ في هذا الميدان.

وأما أن تعقد لها المحاضرات، ويحضرها الرجال والنساء، فهذا لم يكن على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ؛ وأيضًا ليست آمنة على نفسها، فهذه المحاضرات فسادها أكثر من صلاحها.

وأقبح من هذا: أن تكون مذيعة، على أني لا أعلم في هذا الصنف واحدة من الداعيات إلى الله، بل هن فاسدات مفسدات، يختلطن بالمذيعين الفسقة، وترقق صوتها الفاتن، قطع الله لسانها، وأراح البلاد والعباد منها.

[المرجع مقدمة نصيحتي للنساء]