جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 5 يناير 2022

(21) اللغة العربية

 

اللغة العربية

الهمزة في «ايمُ - ايمُنُ» ولغاتها

هذه الهمزة همزة وصل، قال ابن مالك رَحِمَهُ الله في « الألفية» في سياق همزة الوصل:

وايْمُنُ همزُ أل كذا ويُبدلُ ... مدًّا في الاستفهام أو يُسهَّلُ

 

وقد تقطع الهمزة عند بعضهم «أيمُ - أيمُنُ»، ففي «شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك»(593): وعند الكوفيين أن همزة ايمن همزة قطع.

وسيأتي في كلام ابن الأثير في همزة ايم قوله: وَهَمْزَتُهَا وصْل، وَقَدْ تُقْطع.

وابن هشام رَحِمَهُ اللهُ في آخر «شرح قطر الندى» ذكر في ضمن همزات الوصل: همزة «ايمن»، وقال في المتن: وايمن الله فِي الْقسم بفتحهما أَو بِكَسْر فِي ايمن همزَة وصل، أَي: تثبت ابْتِدَاء وتحذف وصلًا. اهـ.

 

قال ابن الأثير في «النهاية» (5/ 302): لَيْمُنُ، وايْمُنٌ: مِن ألْفاظِ القَسَم. تَقُول: لَيْمُنُ اللهِ لأفْعَلَنَّ، وايْمُنُ اللَّه لأفْعَلَنَّ، وايْمُ  اللَّهِ لأفْعَلَنَّ، بِحَذْف النُّونِ، وَفِيهَا لُغات غَير هَذَا. وأهْلُ الكُوفَة يَقُولُون: ايْمُنْ: جَمْع يَمِين: القَسَم، والألِفُ فِيهَا ألفُ وصْلٍ، وتُفْتَح وتُكْسَر. اهـ.

وقال في موضع(1/ 86): ايْمُ اللَّهِ مِنْ أَلْفَاظِ القسَم، وَفِيهَا لُغَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَتُفْتَحُ هَمْزَتُهَا وَتُكْسَرُ، وَهَمْزَتُهَا وصْل، وَقَدْ تُقْطع، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ مِنَ النُّحَاةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا جَمْعُ يَمين، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: هِيَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِلْقَسَمِ. اهـ.

وقال الحافظ في «فتح الباري» في شرح ايمُ(11/521): بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَبِفَتْحِهَا وَالْمِيمُ مَضْمُومَةٌ، وَحَكَى الْأَخْفَشُ كَسْرَهَا مَعَ كَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَهُوَ اسْمٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَحَرْفٌ عِنْدَ الزَّجَّاجِ، وَهَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ عِنْدَ الْأَكْثَرِ، وَهَمْزَةُ قَطْعٍ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ وَافَقَهُمْ؛ لِأَنَّهُ عِنْدَهُمْ جَمْعُ يَمِينٍ ،وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَمَنْ وَافَقَهُ أَنَّهُ اسْمٌ مُفْرَدٌ. .إلى أن قال عن ابن مالك: وفيها اثنتا عشرة لغةً، جمعتها في بيتين:

هَمْزَ اُيْمُ أَيْمُنُ فَافْتَحِ وَاكْسِر أَو أَمُ قُلْ ... أَوْ قُلْ مُ أَوْ مُنُ بِالتَّثْلِيثِ قَدْ شُكِّلَا

وَأَيْمُنَ اخْتِمْ بِهِ وَاللهِ كُلًّا أَضِفْ ... إِلَيْهِ فِي قَسَمٍ تَسْتَوْفِ مَا نُقِلَا

 

قال الحافظ: قَالَ ابن أبي الْفَتْح تلميذ ابن مَالك: فَاته أَمِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهَيْمِ بِالْهَاءِ بَدَلَ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ حَكَاهَا الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَلِّمُ الْأَنْدَلُسِيُّ فِي «شَرْحِ الْمُفَصَّلِ»... الخ.

 

وقال العيني في «عمدة القاري»(5/100)في الكلام على ايم:  وهمزته همزَة وصل لَا يجوز فِيهَا الْقطع عِنْد الْأَكْثَرين، وَالْأَصْل فِيهِ: يَمِين الله، ثمَّ جمع الْيَمين على أَيمن، وَلما كثر اسْتِعْمَاله فِي كَلَامهم خففوه بِحَذْف النُّون فَقَالُوا: ايم الله.

 

وهذه الكلمة من ألفاظ القسَمِ، ونذكر دليلًا في ذلك:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» أخرجه (4469)، ومسلم (2426).

 

أما من حيث الإعراب:

فهو مُبْتَدأ وَخَبره مَحْذُوف أَي: ايم الله قسمي «عمدة القاري»(5/100) للعيني.