جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 ديسمبر 2021

(8) مقتطف من سلسلة رسائل سعادة المرأة المسلمة


مقتطف من الرسالة الثامنة: سعادة المرأة المسلمة

القُرُبُ منَ اللهِ

من أعظم أنواع سعادة المرأة أن تكون قريبةً من ربِّها. وقد أمر الله بذلك فقال:﴿وَاسجُد وَاقتَرِب﴾[العلق].

وكلما ازددتِ تقربًّا من الله أعانك وسخَّر لك وقرَّبك إليه أكثر،الجزاء من جنس العمل،قال الله:﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهتَدَوا هُدًى [الكهف].

 وروى البخاري(6502)عَن أبي هريرة:قَالَ النبي صلى الله عليه وسلمإِنَّ اللَّهَ قَالَ:مَن عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ،وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ،وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

ويستفاد من الحديث:أن أفضل ما يُتقرَّبُ به إلى الله الفرائض،ثم النوافل.ومن أعظم النوافل الرواتب،روى مسلم (728) عن أم حَبِيبَةَ،تَقُولُ:سَمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم،يَقُولُمَن صَلَّى اثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً فِي يَومٍ وَلَيلَةٍ،بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيتٌ فِي الجَنَّةِ».

زاد الترمذي(415):أَربَعًا قَبلَ الظُّهرِ،وَرَكعَتَينِ بَعدَهَا،وَرَكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ،وَرَكعَتَينِ بَعدَ العِشَاءِ،وَرَكعَتَينِ قَبلَ صَلَاةِ الفَجرِ صَلَاةِ الغَدَاةِ.وهذا يفسر الإجمال في رواية مسلم.

إذا صليتِ الفريضة فابقي في مكانك؛ لتقرأي الأذكار بعد الصلاة،روى البخاري(2119ومسلم (649) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوَالمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُم مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ،اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ،اللَّهُمَّ ارحَمهُ مَا لَم يُحدِث فِيهِ،مَا لَم يُؤذِ فِيهِ».

وهذا عام للرجل والمرأة،الأصل العموم للرجل والمرأة إلا ما خصَّه الدليل،كما أنه ليس بخاص بمن كان في المسجد.

 وإن عاجلكِ أمرٌ فاقرأي الأذكار على حالك،حتى لا يفوتَكِ هذه العبادة.

بالقرب من الله تُرزَقين السعادة والحياة الرَّضيَّة والأُنسَ والطمأنينة.

اقربي من الله بتلاوة كلامه،قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقنَاهُم سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُورَ (29)﴾ [فاطروتلاوة القرآن:يشمل تلاوة اللفظ،و المعنى:وهي تلاوة العمل.

اقربي من الله بذكره،قال الله:﴿ فَاذكُرُونِي أَذكُركُم وَاشكُرُوا لِي وَلَا تَكفُرُونِ (152)﴾ [البقرة].

كوني متقية لربك؛ لتكوني قريبة من الله،قال الله:﴿ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم ﴾[الحج:37].

 إكثري من السجود،فالدعاء في السجود جدير بالإجابة،عَن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَأَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ،وَهُوَ سَاجِدٌ،فَأَكثِرُوا الدُّعَاءَ» رواه مسلم (482).

ومن أعظم طرق القرب من الله العلم النافع،قال تعالى:﴿إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاءُ [فاطر:28].

تواضعي لله فإن هذا قرب من الله ،قال الله:﴿ تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرضِ وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ [القصص:83ولا تحتقري غيرك،فهذا سبيل إلى رفع النعمة.

تحلَّي بخُلُق الحياء،فالحياء يُقرب من الله،ولا وزنَ للحياة بدون حياء.

أيتها الشابة جاهدي في القرب من الله،النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يحفز على استغلال هذه المرحلة،فقد ذكر من ضمن السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ،يَومَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ،قالوَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ» رواه البخاري (660ومسلم (1031) عن أبي هريرة.

إن المرأة تشعر في نفسِها في فترة الطَّمَثِ والنفاس التضايق وسرعة الانفعال وبلاء الكُربة،بسبب فتورها وانقطاعها عن الصلاة والصيام، فاحذري إهمال القرب من الله فالأعمال الصالحة متاحةٌ لك،سوى الصلاة والصيام والطواف،فبادري إلى سائر الأعمال الصالحة واستعيني بالله،ولا يُدرَك خيرٌ إلا بعونِهِ سبحانه.

اقرُبي من الله بطاعة زوجك واحترامه،فحقه عظيم أعظم من حق المرأة على زوجها،روى أبو داود عن أبي هريرة قَالَ:قَالَ النبي صلى الله عليه وسلملَو كُنتُ آمِرًا أَحَدًا أَن يَسجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرتُ المَرأَةَ أَن تَسجُدَ لِزَوجِهَا».

اقربي من الله بتربية أولادك تربية إسلامية،روى البخاري (2554ومسلم (1829) عَن ابن عمر الحديث وفيه:أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَوَالمَرأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيتِ بَعلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسئُولَةٌ عَنهُم،».

هذا،واعلمي أنك لن تقربي من الله إلا بالقرب من رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما متلازمان،قال تعالى:﴿ قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾ [آل عمران].