جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 20 ديسمبر 2021

(4) مقتطف من سلسلة رسائل سعادة المرأة المسلمة

 

مقتطف من الرسالة الرابعة: سعادة المرأة المسلمة

انشراح الصدر وطمأنينة القلب

إن من حكمة الله أن جعل دار الدنيا دار أحزان ومصائب، قال الله:﴿ لَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4)﴾[البلد].

وقد جعل الله لعبادِهِ أسبابًا للسعادة وانشراح الصدر.

فينبغي لكلِّ مسلمة أن تحرص على أسباب انشراح الصدر؛ لتكون مطمئنةً، نشيطةً في حياتها، والقيام بمسؤوليتها، وعبادة ربِّها، فإن الأحزان والآلام تُضعف وتغيِّر المسار ولا بُدَّ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهَمِّ والحزن، ويقولاللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ» الحديث رواه البخاري(6363) عن أنس.

فمن هذه الأسباب:

-الإسلام والتوحيد.قال الله:﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِن رَبِّهِ﴾[الزمر:22].

قال ابن القيم في «زاد المعاد»: أَعظَمُ أَسبَابِ انشِراحِ الصَّدر التَّوحِيدُ.الخ.

-متابعة النبي صلى الله عليه وسلم اتباعًا صادقًا، اعتقادًا وأفعالًا وأقوالًا، قال الله:﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ﴾ [النساء:13]. وكلما كانت المتابعة أكثر كان انشراح الصدر أعظم.

 

-الإيمان بالقدر خيره وشره، فعلى المرأة المسلمة أن تربِّي نفسَها على الإيمان بالقدر، وأن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والله يبتلي؛ لينظر من يشكر ومن يكفر، ومن يقنط ومن يصبر، ﴿ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) ﴾[الحجر].

-العلم النافع، فالعلم النافع له حلاوة وسرور في القلب.

-حسن الظن بالله، فهو زينة الباطن وجماله، ومنبع كل خير، ويجلب السعادة، بخلاف سوء الظن بالله. والتي تدعو ربها تدعو وهي موقنة بالإجابة.

-قيام الليل، كما في الحديثأصبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفسِ وإلَّا أَصبَحَ خَبِيثَ النَّفسِ كَسلَانَ».رواه البخاري(1142ومسلم (776) عن أبي هريرة.

فلا تغفلي أختي في الله عن قيام الليل والتضرع فيه إلى ربك، والصلاة فيه بما يتيسر لك. فقدِّمي لآخرتِكِ، فالحياة قليلة، والأيام يسيرة.

-المداومة على ذكر الله.قال الله:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ (28)﴾[الرعد].

فحافظي على الأذكار وسخِّري لسانك لذكر الله؛ لتجدي انشراحًا عظيمًا في صدرك، وقوة ونشاطًا.

-الإحسان إلى الناس. وأهل الإحسان يحبهم الله، كما قال الله:﴿ وَأَحسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ (93)﴾ [المائدة].

قال ابن القيم في «زاد المعاد»:الكَرِيمُ المُحسِنُ أَشرَحُ النَّاسِ صَدرًا، وَأَطيَبُهُم نَفسًا، وَأَنعَمُهُم قَلبًا، وَالبَخِيلُ الَّذِي لَيسَ فِيهِ إِحسَانٌ أَضيَقُ النَّاسِ صَدرًا، وَأَنكَدُهُم عَيشًا، وَأَعظَمُهُم همًّا وَغَمًّا.

-طهارة القلب وسلامته.قال الله:﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر (4)﴾[المدثر].ويدخل في الآية تطهير القلب من باب أولى.أن يكون القلب صافيًا من الأمراض:كالنفاق، والكِبر، والحسد، والرياء، والحقد، والبغض...فسلامة القلب نعمةٌ عظيمة، وراحة نفسيَّة.

-تَركُ فُضُولِ النَّظَرِ وَالكَلَامِ وَالمُخَالَطَةِ، يقول الله:﴿وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ﴾[النور:31].

فغضي بصرك عن الرجال الذين ليسوا بمحارم؛ ليصلح قلبُك، ولا تكثري من النظرات هنا وهناك عند خروجك، وفي بيوت الناس.

وعند قراءة القرآن لا تُشغلي بالالتفات فهذا يشتت الذهن، ويُذهب الخشوع.

وهكذا الكلام يكون بقدر الحاجة، ومن كثر كلامه كثر سقطُه.

وهكذا المخالطة للناس تكون بقدر الحاجة، وقد عُدَّ من مفسدات القلب: كثرة مخالطة الناس.

-ومن أسباب انشراح الصدر:تدبر القرآن.قال الله:﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا (24)﴾[محمد].

-الصدقة يقول الله:﴿ وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ (77) ﴾[الحج].

قال ابن القيم في «زاد المعاد»:إِنَّ لِلصَّدَقَةِ وَفِعلِ المَعرُوفِ تَأثِيرًا عَجِيبًا فِي انشَراحِ الصَّدرِ.

والمراد بالحث على الصدقة:ما كان من مالِكِ الخاص، أو بشيء يأذن لك زوجك بالتصدق منه.

وابتعدي عن أسباب ضيق الصدر، وإن من أعظم ذلك: المعاصي مثل:التساهل في الصلاة، وسماع الأغاني، وعقوق الوالدين، والكذب، والنفاق، والغيبة، والنميمة.

ودائمًا كوني حريصَةً على انشراح الصدر وطريق السعادة، فإنك إذا سعدتِ فُزتِ وأفلحتِ، ويمتلئ البيت سعادةً بسعادتك وسرورًا بسرورِك.

 وكذلك احرصي على سعادة أولادِك بالدعاء لهم، فإن دعوة الوالدين لا ترد، وبتربيتهم على آداب الإسلام، وحفظ القرآن الكريم.