عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ اليَهُودِ، فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ أَنَا المَلِكُ، «فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ ﴿يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67] رواه البخاري ومسلم.
الحبر: العالم.
« يَهُزُّهُنَّ » أي: يحرِّكهن.
في هذه الرواية ذكر أربع أصابع، ولكن في الروايات الأخرى أنها خمس: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود: أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ. «فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر: 67]. رواه البخاري (7414)، ومسلم (2786).
من الفوائد:
· الإيمان بأن الله له خمس أصابع.
وهل لله أكثر من خمس أصابع؟ الله أعلم، فالصفات توقيفية لا بد فيها من دليل صحيح.
· أن الله يقبض بأصابعه هذه المخلوقات مع عِظمها ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) ﴾ [الزمر: 67].
· وفيه عظمة الله وقدرته.
· وفيه أن الله هو المتفرد بالخلق والملك «أَنَا المَلِكُ أَنَا المَلِكُ». والله سبحانه مالك الأولى والأخرى، ولكنه سبحانه في عدد من الأدلة يقتصر فيها على ذكر الملك في الآخرة؛ لأنه لا ينازعه أحد في ملكه، ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) ﴾ [الفاتحة: 4].
· وفيه أن الخلق يفنى ولا يبقى إلا الله عزوجل.
· وفيه الضحك عند وجود السبب.