تقسيم الخصائص:
الأَوَّل: مَا وَجَبَ عَلَيهِ دُونَ غَيرِهِ.
مُثِّل لهذا: بصلاة الضحى، والأضحية، وصلاة الوتر، والتهجد، والمشاورة. والصحيح أن هذه من المستحبات للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ولغيره.
وذكروا أن الحكمة من تخصيص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببعض الواجبات دون غيره زيادة الزلفى والدرجات العلى.
الثَّانِي: مَا حَرُمَ عَلَيهِ دُونَ غَيرِهِ.
كالخط، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كان أُميًّا لا يكتب.
والشعر، وقد كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل ببعض الكلمات الشعرية، وقد يقولها، وهذا لا يثبت به أنه شاعر؛ لأن النادر لا حكم له.
والصدقة، وهي محرمة عليه وعلى أهل بيته، كما في الحديث الذي رواه البخاري (1485)، ومسلم (1069) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَعَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَلْعَبَانِ بِذَلِكَ التَّمْرِ، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا تَمْرَةً، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَهَا مِنْ فِيهِ، فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ».
الثَّالِث: مَا أُبِيحَ لَهُ دُونَ غَيرِهِ.
كالوصال في الصوم اليومين والثلاثة. وإباحة القتال في مكة ساعة من نهار، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في فتح مكة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلا لِأَحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ» رواه البخاري (1349)، ومسلم (1355).
وإباحة التزوج بأكثر من أربع.
الرَّابِع: مَا اختُصَّ بِهِ مِنَ الفَضَائِلِ دُونَ غَيرِهِ.
مثل: كونه خاتم النبيين، ومعجزة القرآن، وأحلت له الغنائم، وجعلت له الأرض مسجدًا وطهورًا، وكخصائصه أن نساءه لا يحل لأحد أن يتزوج بهن.
وقد جمع ابن كثير أقسام الخصائص الأربعة في قسمين:
الأول: مَا اختُصَّ بِهِ دُونَ غَيرِهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ.
والثاني: مَا اختُصَّ بِهِ مِنَ الأَحكَامِ دُونَ أُمَّتِهِ.