بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد والتعريفات من الدرس التاسع عشر
◆◇◆◇◆◇
[الْمُبْتَدَأُ وَالْخَبَرُ]
تعريف المبتدأ: هُوَ الِاسْمُ الْمُجَرَّدُ عَنِ العَوَامِلِ اللَّفظِيَّةِ لِلإِسنَادِ.
(الِاسْمُ) الاسم يشمل: الصريح، والمؤول بالصريح.
(الْمُجَرَّدُ) خرج بهذا الذي لم يتجرد عن العوامل اللفظية، وهي: النواسخ-«كان» وأخواتها، و«إنَّ وأخواتها، و«ظن» وأخواتها-، كذلك حروف الجر غير الزائدة.
(اللَّفظِيةِ) خرج بهذا العامل المعنوي، إذ أن العامل في المبتدأ معنوي وهو: الابتداء، والعامل في الخبر لفظي وهو: المبتدأ.
(لِلإِسنَادِ) خرج بهذا القيد الأسماء المعدودة غير المركبة.
يدخل تحت قوله: (لِلإِسنَادِ) المبتدأ الذي له خبر، والمبتدأ الذي له مرفوع يغني عن الخبر.
وهذا يفيد أن المبتدأ على قسمين: مبتدأ مسند إليه، ومبتدأ مسند إلى ما بعده.
الخبر: هُوَ: الْمُسنَدُ الَّذِي تَتِمُّ بِهِ مَعَ الْمُبْتَدَأِ فَائِدَةٌ.
(الْمُسنَدُ) يدخل فيه الاسم والفعل، ويخرج الحرف إذ الحرف لا يكون مسندًا ولا مسندًا إليه.
وخرج بهذا القيد المسند مرفوع الوصف كـ«اسم الفاعل»، فإنه يغني عنه مرفوعه عن الخبر، وهو الفاعل فهو مسند إليه لا مسند.
المسند إليه: كالمبتدأ الذي له خبر، والفاعل ونائبه.
المسند: كالفعل، وخبر المبتدأ، ومبتدأ اكتفى بمرفوعه.
أما الحرف لا يكون مسندًا ولا مسندًا إليه.
حكم المبتدأ والخبر: الرفع.
أحكام تتعلق بالمبتدأ:
المبتدأ على قسمين: ظاهر، ومضمر.
تنكير المبتدأ:
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة؛ والسبب أن النكرة مجهولة غالبًا، والحكم على المجهول لا يفيد.
ولا يأتي المبتدأ نكرة إلا بمسوغ من المسوغات، منها: النفي، والاستفهام، والوصف ، والإضافة، والمراد بالإضافة هنا: الإضافة المعنوية وهي تفيد التخصيص إن كان المضاف إليه نكرة، وتفيد التعريف إن كان المضاف إليه معرفة.
أحكام تتعلق بالخبر:
خبر المبتدأ على قسمين: مفرد، وغير مفرد.
والمفرد في باب الخبر: هو ما ليس جملة ولا شبيهًا بالجملة.
وغير مفرد: وهو على أقسام: جملة اسمية، أو فعلية، والظرف، والجار والمجرور.
وإذا وقع الخبر جملة: إن كانت نفس المبتدأ في المعنى لم تحتَج إلى رابط، وإن لم تكن فتحتاج إلى رابط يربطها بالمبتدأ؛ لأنها تكون أجنبية، والروابط أربعة: الضمير وهو الأصل، واسم الإشارة، وإعادة المبتدأ بلفظه، والعموم.
إذا وقع الخبر شبه جملة فإنه يتعلَّق بمحذوف خبر وجوبًا تقديره: مستقر أو استقر. وجمهور البصريون يقولون: التقدير يكون اسما، وفيه قول آخر: أن التقدير يكون فعلا، وهو قول الأخفش والفارسي، وحجة أصحاب القول الأول: أن الأصل في الخبر أن يكون اسمًا. وحجة أصحاب القول الثاني: أن الأصل في العامل أن يكون فعلًا.
لا يخبر بالزمان عن الذات؛ وذلك لعدم الفائدة وهذا اختيار ابن هشام ، فلا يصح أن يقال: «زيد اليوم».
وقد وجد في كلام العرب من الإخبار بظرف الزمان عن الذات هذا مؤول فيصرف عن ظاهره، مثل: «اللَّيْلَةَ الْهِلَالُ» الهلال ذات وليس معنى، وقد وقع في ظاهر العبارة الإخبار بظرف الزمان عن الذات، والتقدير: الليلة طلوع الهلال. ومثله: «اليوم خمرٌ وغدًا أمرٌ» مؤول بمعنى أي: اليوم شرب خمر وغدًا حدوث أمر.
وأما ظرف المكان فيصح الإخبار به عن الجوهر والعرض.
الجوهر: الذي يقوم بنفسه، والعرَض: الذي يقوم بغيره.